خلال السّنوات القليلة الماضية، ظهر نوعٌ جديدٌ من عملات منصّات التّداول اللّامركزيّة تستخدم ما يسمّى ببروتوكول صنّاع السّوق الآلييّن (AMM). عملة Balancer هي إحدى تلك العملات، والتي جذبت أنظار الكثيرين من عالم العملات الرّقميّة، واكتسبت شهرةً واسعةً خلال فترةٍ قصيرةٍ من انطلاقها. مما قد يثير التّساؤلات حول ماهيّتها، قيمتها السّوقيّة، وكيفيّة الحصول عليها. سنغطّي كل ذلك وأكثر في مقالنا التّالي.

ماهي عملة Balancer

تتبع عملة Balancer إلى شركة (Balancer Labs) التي انطلقت في عام 2019 بقيادة مايك ماكدونالد وفرناندو مارتينيلي. حيث أرفقت عملتها ببروتوكلها الخاصّ والذي يحمل نفس الاسم (Balancer)
تستخدم العملة بروتوكول صنّاع السّوق الآلييّن والذي يوفّر أريحيّةً في أداء الأعمال (يقصد بصنّاع السّوق أولئك الذين يوفّرون السّيولة للعملات الرّقميّة في منصّات التّداول). حيث تضيف اللّامركزيّة عليها وتؤتمتها، ممّا يلغي دور الوسطاء، وهذا بدوره يجعل السّوق أكثر كفاءةً. ويتحقق ذلك عبر أحواض السّيولة في المنصّات التي يمكن لأي شخص الدخول إليها لتحقيق ربحٍ ثابت.

بمعنى آخر، يمكن اعتبارها منصّة تداولٍ لامركزيّةٍ تستطيع شراء العملات فيها بأفضل الأسعار وبيعها/تداولها مباشرةً. بالإضافة إلى الميّزات الأخرى التي يمكن الحديث عنها في فقراتٍ أخرى.
كما تُستخدم كقاعدةٍ للمشاريع الجديدة عبر ما يسمّى “مجمّعات السّيولة التّمهيدية (LBPs)” ممّا يسمح لهم بتوزيع عملاتهم على حامليها بسهولة، وتحديد سعرها العادل بكفاءةٍ وسرعة.

كيفيّة عمل البروتوكول

يستخدم بروتوكول balancer نسبة العملات الرّقميّة المشتركة في أحواض السّيولة لتحديد سعر كلٍّ منها. حيث يعزّز المستثمرين نسبة السّيولة عن طريق إضافة المزيد من العملات الرّقميّة، أو تخفيفها عن طريق التّداول.
كغيره من منصّات صنّاع السّوق الآلييّن، يوجّه البروتوكول الصفقات عبر هذه الأحواض لتوفير أفضل الأسعار لمستخدميه. لذلك يمكن أن تُجرى عمليّات التّبادل مباشرةً بين العملات، أو عن طريق وسيطٍ آخر مثل عملة USDT.

يمكن للمستخدمين في الوقت الحالي، الاستثمار في 3 أنواع من أحواض السّيولة: الأوّل: مشترَك، يتيح للجميع إمكانيّة المساهمة فيه وله شروطٌ ثابتةٌ ومحدّدة. الثّاني: خاصّ يتحكم به المالك من حيث الشّروط ومستوى السّيولة. الثّالث والأخير: ذكيّ، مدعومٌ عبر العقود الذّكيّة.
وللتّعامل مع البروتوكول، يجب استعمال محفظة MetaMask أو غيرها من محافظ ومتصفّحات التّطبيقات اللّامركزيّة المخصّصة للتّفاعل مع عقود Balancer الذّكيّة.

ما المميّز بشأن المنصّة

كما شرحنا في الفقرة السّابقة، تهدف المنصّة إلى خدمة المستثمرين الرّاغبين بالتّداول أو توفير السّيولة دون الاعتماد على الوسطاء المركزييّن. وهي تشابه في عملها منصّاتٍ لامركزيّةٍ مشهورة مثل UniSwap. إلّا أنّها تحتوي عددًا من الفوائد التي تميّزها عن غيرها، ومن أهمّها مستوى المرونة والتّحكّم الذي توفّره لأصحاب الأحواض.
للتّوضيح، يكسب مزوّدو السّيولة رسومًا عند إجراء عمليات التّبادل بين المستثمرين عبر الأحواض. حيث توزّع هذه الرسوم بحسب حصّة كل مزوّدٍ للسّيولة في الحوض. كما أنّه يمكن للمدراء تحديد الرّسوم الخاصّة بهم، فقد تتراوح ما بين 0.0001% و10%.

كما تجدر الإشارة إلى أنّه يوجد نوعين أخريين من المستخدمين في المنصّة، وهما: التّجّار الباحثين عن مصدر سيولةٍ للتّداول بعملاتهم، ومدقّقي المعاملات المستفيدين من اختلاف الأسعار بين المنصّات.

القيمة السّوقيّة لعملة Balancer

يقدّر سعر عملة Balancer اليوم الأربعاء 26 أيار، 32.24 دولارَا أمريكيَّا، مع ازديادٍ في السعر خلال 24 ساعة يقدّر بـ 1.32 دولار وبنسبة 5.55%. بالإضافة إلى ذلك تقدّر قيمتها السّوقيّة بحوالي 223,947,169.206 دولارًا أمريكيًّا، وقيمةٍ سوقيّةٍ قصوى تصل إلى 3,225,124,137.02 دولار.
كما أنّ المعروض للتّداول يبلغ 6,943,831 من عملة BAL، ومعروضٍ أقصى يصل إلى 100,000,000 إلّا أنّ العرض المتداول الكامل أقلّ من ذلك بكثير ويقدّر بحوالي 35,725,000 من العملة نفسها.
بالإضافة إلى ذلك، يبلغ حجم التّداول بالعملة 53,174,792.30 دولارًّا امريكيًّا، منخفضًا بنسبةٍ مرتفعة تقدّر بـ 16.29% عن اليوم السّابق.

التّداول في المنصّة

سنخبرك عن كيفيّة التّداول في منصّة Balancer اللّامركزية قبل أن نشرح كيفيّة الحصول على عملتها في حال رغبت باستخدامها للتّداول بالعملات الأخرى.

ما يميّز هذه المنصّات بشكلٍ عام هو أنّك لست مضطرًا لتزويدها بمعلوماتك الهامّة، كما في بعض المنصّات المركزيّة. كما أنّه بسيطٌ ومباشر (لا تحتاج إلّا لمحفظة ايثيريوم للبدء كمحفظة MetaMask كما ذكرنا مسبقًا). بعد ذلك توجّه إلى الرّابط الرّسميّ للمنصّة، واربط محفظتك بها عبر الضغط على زر “connect wallet” في الزّاوية العليا اليمنى. ثم اختر أزواج العملات التي ترغب بتبادلها. حيث تملك المنصّة أكثر من 5 آلاف عملةٍ يمكن الاختيار منها، من أهمّها ETH، BAL، DAI، USDC وغيرهم.
أخيرًا حدّد الكمّيّة المراد تبادلها مع مستوى السّيولة وأكّد العمليّة عبر محفظتك.

كيفيّة الحصول على العملة

يبلغ المعروض الأقصى للعملة 100 مليون، ستوزع بالشّكل التّالي:

  • 25 مليونًا للمسؤولين في الشّركة، وهم فريق العمل، والمستشارين، والمستثمرين.
  • 5 ملايين لصندوق Balancer البيئيّ الذي سينشَر للعامّة، لتشجيع الشّركاء الاستراتيجييّن على دعم المشروع.
  • 5 ملايين أخرى ستذهب لصندوق التّبرّعات الخاصّ بالشّركة.

أمّا الباقي (65 مليون قطعة) فسيوزّع لمزوّدي السّيولة أسبوعيًّا بما مقداره 145000 من العملة. بالتّالي ستستغرق الشّركة 9 سنوات لتوزّع ما تبقّى. ويجب التنويه إلى أنّه قد بدأت بذلك في حزيران من السّنة الفائتة.
حاليًا فإنّ الفوائد متوفّرة لمزوّدي السّيولة لجميع أنواع الأحواض. كما أنّ النظام الحاليّ يحفّز منشئي الأحواض على إبقاء الرّسوم منخفضة. ممّا يعني توليد المزيد من السّيولة والتّداول بكمّيّاتٍ أكثر.
بالإضافة إلى ذلك يمكن الحصول على عملة Balancer من خلال أحواض منصّات التّداول الأخرى كـ UniSwap، وPoloniex، وFTX، وغيرهم.

النّسخة المطوّرة من عملة Balancer

إنّ عملة Balancer ما زالت في نسختها الأولى، وبالرّغم من الميّزات العديدة التي تملكها، يعمل الفريق وراء المشروع على إطلاق نسخةٍ مطوّرةٍ تعرف باسم Balancer V2 في هذا العام. لتوفير المزيد من الفوائد للمستخدمين ولتحسين البروتوكول وترسيخ العملة في عالم الاقتصاد الرّقمي. فمن أهمّ الميزات التي سيجلبها التطوير:

  • تقليل تكاليف التّداول عبر تحسين كفاءة الغاز.
  • إضافة أرصدةِ رموزٍ داخليّة، لتحسين الكفاءة للمدقّقين والتّجّار أصحاب عمليّات التّداول المتكرّرة.
  • إدخال مديري العملات الرّقميّة إلى الأحواض لتحسين مستوى السّيولة.
  • فصل منطق عمل البروتوكول عن إدارة الأصول، ممّا يسمح لأحواض السّيولة بامتلاك منطِقها الخاصّ.

في الختام، لا شكّ أنّ عملة Balancer من العملات الأكثر استعمالًا نظرًا لأهمّيّة بروتوكولها في سوق العملات المشفّرة. كما أنّها تأخذ صنّاع السّوق الآليّين إلى منحًى جديدٍ كليًّا، لتفتح العديد من المجالات أمام المشاريع المستقبليّة الأخرى. بالإضافة إلى أهمّيّة منصّتها اللّامركزيّة في تعزيز عملية التّداول بين مختلف أنواع العملات الرقمية.