يعتبر مرض بوصفير من الأمراض الشّائعة في عالم تربية الأبقار. ولكن هل تعلم عزيزي ما هو علاج مرض بوصفير عند الأبقار؟ سنخبرك في مقالنا التّالي عن كلّ المعلومات المتوّفرة عن هذا المرض، وأسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذا المرض لا يشكّل خطرًا كبيرًا على حياة الأبقار، وتتوفر الأدوية والحقن المساعدة في علاجه.

تعريف بمرض بوصفير وأسبابه عند الأبقار

يسمّى (حمّى القراد)، وهو مرض طفيلي، يصيب الأبقار في مختلف مراحلها العمرية. سببه الأساسي هو طفيليّات مجهريّة، تعيش داخل كريّات الدّم الحمراء، وتعيث بها فسادًا، حتى تتسبّب في تلفها. مما يؤدّي إلى انحلال الكريات الدموية، حيث يتخلص الجسم منها بعد انحلالها عن طريق طرحها مع البول. والسّبب الرّئيسي لانتقال هذه الطفيليّات إلى الأبقار هو القراد، أو عن طريق الأبقار الأخرى المصابة. وعند دخول الطفيليّات إلى الدّم، فيجب معالجة المرض في مراحله الأولى، وذلك لتفادي خطر موت الأبقار.

وتظهر علامات مبدئيّة لهذا المرض، على سبيل المثال، نلاحظ وجود البول الرّغوي، ويكون لونه أحمر، وتتعرّض الأبقار للإسهال، ويكون مصحوبًا بعصارة صفراء اللون، ويلاحظ اصفرار دبر البقرة المصابة بمرض بوصفير. ويجب التّنويه إلى ضرورة إبقاء البقرة حيّة لمدّة شهر بعد شفائها، قبل الإقدام على التّغذي على لحمها، وعدم التّغذي على حليبها قبل انقضاء 48 ساعة كاملة. وذلك كتدبير وقائي يحمينا من التّعرض لاحتمال انتقال الطفيليات والميكروبات إلى أجسامنا.

أعراض مرض بوصفير

عند إصابة الأبقار بمرض بوصفير، يمكننا ملاحظة مجموعة من الأمور، والّتي تدلّ على إصابة البقرة بهذا المرض. ونذكر من هذه الأعراض ما يلي:

  • يصبح لون البول أحمرًا، وذلك بسبب انحلال كريّات الدّم الحمراء، وقيام الجسم بالتخلص منها عن طريق البول.
  • بالإضافة إلى ذلك يتغيّر لون البراز، ليصبح لونه أسودًا، مترافقًا مع اسهال شديد في كثير من حالات الإصابة.
  • والأهم من ذلك كلّه، نلاحظ اصفرارًا في الأغشية المخاطية، والموجودة في مداخل الجهاز التناسلي عند البقرة المصابة.
  • علاوةً على ذلك، نلاحظ اصفرار الأغشية المخاطية في عينَي البقرة المصابة، ولهذا السّبب أطلق اسم بوصفير على هذا المرض.
  • وترتفع درجة حرارة البقرة المصابة لتلامس حرارتها الـ 41 درجة مئويّة.
  • يظهر بوضوح على البقرة المصابة، ضعف شهيتها، وقلّة إقبالها على الطّعام بشكل ملفت، وفي بعض الحالات فإنّ الأبقار المصابة تنقطع عن تناول الطعام بشكل كامل.
  • يسبّب هذا المرض ضعفًا كبيرًا في إنتاج البقرة، وهذا ما يتمّ ملاحظته بسهولة عند مراقبة الأبقار، ويكون دليلًا واضحًا على إصابة البقرة.
  • علاوةً على ذلك، يسبب مرض بوصفير الإجهاض للبقرة الحامل، وقد سُجلت هذه الحالة عند بعض الأبقار الّتي تمّ تشخيص إصابتها بهذا المرض.

علاج مرض بوصفير عند الأبقار والوقاية منه

تتوفّر جميع مستلزمات علاج مرض بوصفير عند الأبقار، وفي سبيل الوقاية من هذا المرض وعلاجه في حال حدوثه، فلا بدّ من اتّباع بعض النّصائح المهمّ اجرائها عند التّعامل مع بقرة مصابة به، ومن هذه النّصائح نذكر ما يلي:

  • يجب التّخلص من القراد الموجود ضمن البيئة المحيطة بالأبقار. والأهم من ذلك كلّه، يجب التّدقيق على هذه المسألة خلال فصل الصيف، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وازدياد نسبة الرطوبة، وهذا ما يشكّل بيئة مناسبة لتكاثر القراد. ونتخلص من حشرة القرادة عن طريق رشّ المبيدات الحشرية، وذلك بشكل دوري ومنتظم.
  • استشارة طبيب بيطري مختص، واتّباع إرشاداته، في حال تشخيص إصابة البقرة بهذا المرض.
  • في حال لم يتمّ استشارة طبيب مختص، من المفضّل منح الأبقار العلاج الدّوائي، عن طريق تقديم المضادات الحيويّة المناسبة. ومن أفضل هذه المضادّات، نذكر دواءً متوفّرًا في الصيدليات الزراعية، واسمه ايميزول (IMIZOL).
  • والأهم من ذلك كلّه، لابدّ من حقن البقرة المصابة بمخفّض للحرارة، وذلك بشكل فوري، عند التّحقق من ارتفاع درجة حرارة جسمها.
  • علاوةً على ذلك، يجب المتابعة بعملية حقن البقرة المصابة بالمضادات الحيوية، حتّى بعد شفائها بفترة وجيزة، وذلك من أجل ضمان عدم إصابتها بأيّة أنواع ثانوية من الميكروبات.
  • يسبّب مرض بوصفير انخفاضًا كبيرًا في عدد كريّات الدّم الحمراء، وهذا ما يسبّب مرض الأنيميا (فقر الدّم) عند البقرة المصابة. ومن أجل ذلك، يجب تقديم الفيتامينات اللازمة لتعويض هذا الانخفاض مثل فيتامين B12. والأهم من ذلك كلّه، يجب حقن البقرة المصابة بحقنة تحتوي على الحديد، لأنّ الحديد ضروري جدًّا في سبيل القضاء على الأنيميا وشفاء البقرة منها.

وفي نهاية مقالنا هذا، ذكرنا لك عزيزي أهم المعلومات المتوفّرة عن مرض بوصفير عند الأبقار، ومسبباته، وأفضل طرق علاجه. ومن المهم التّنويه على ضرورة العمل بجدّ ودون كلل. من أجل الحفاظ على صحّة الأبقار، وجسمها الخالي من الأمراض، مما يسمح للأبقار بالنّمو بطريقة صحيّة.