علاج مرض النوزيما والذي يعتبر من أكثر أنواع أمراض النحل انتشاراً باستخدام نبات الشيح. لطالما كانت الأمراض العدو الأول والأكثر غموضاً للكائنات الحية، ولكن نتيجة لامتلاك البشر السلاح الأقوى على الإطلاق وهو العقل البشري القادر على التفكير والابتكار، ونتيجة للتجارب والخبرة المكتسبة على مدار قرون عديدة، تمكن البشر من التغلب على العديد من هذه الأمراض.

فعلى الرغم من قدم مرض النوزيما، إلا أن النحل لا يملك أي مناعة ضده. وهذا ما دفع مربي النحل إلى البحث المستمر عن علاج لسبب موت النحل الغامض في ذلك الوقت. وفي حال عدم معالجة النحل المصاب سيؤدي في النهاية إلى الوفاة. لذلك لا بد لك من الاطلاع على مرض النوزيما والإلمام به من جميع الجوانب. لتكون قادراً على التصرف بسرعة، وإنقاذ خلايا النحل خاصتك. ولعل من أنواع العلاج المشهورة المُستخدمة في القضاء على النوزيما، هو العلاج بالشيح.

ما هو مرض النوزيما؟

النوزيما هي كائنات أولية وحيدة الخلية، وتعد من أنواع الجراثيم التي ترى بالمجهر. وتعرف باسمها العلمي (Nosema Apis Zander). ينتقل النوزيما إلى النحل عن طريق التغذية بالعسل، أو حبوب اللقاح الملوثة بجراثيم النوزيما، أو شرب الماء الملوث بهذه الجراثيم. لتصيب الخلايا المعدية الخاصة بالنحل، مما يؤدي إلى إصابته بإسهال حاد، يضعف قدرة النحل على الطيران.

كما يقلل النوزيما من نشاط النحل، لذلك ستلاحظ وجود العديد من النحل غير القادر على الطيران أمام الخلية. وفي حال تفاقم المرض سيؤدي في النهاية إلى موت الخلية. وخاصةً إذا ما أصيبت ملكة النحل بالنوزيما، حيث لن تكون الملكة قادة على إنجاب ملكات جديدة لتحل محلها.

ما هو نبات الشيح وكيف يعالج مرض النوزيما؟

الشيح نوع من أنواع النباتات البرية العطرية، يتميز بلون أزهاره البنفسجية المائلة للزرقة. وقد اعتاد الناس منذ القدم استخدامه لمعالجة بعض الأمراض. وينمو هذا النبات في فصل الربيع خلال شهري أيار وحزيران، ومن أهم استخداماته الدوائية بالنسبة لمربي النحل، هو علاج مرض النوزيما الذي يصيب الجهاز الهضمي للنحل، بالإضافة إلى العديد من الاستخدامات الطبية الأُخرى.

يعد علاج مرض النوزيما الذي يصيب النحل بالشيح من أكثر أنواع العلاجات التي يستخدمها النحالين في القضاء على هذا المرض. وقد استخدم النحالين قديماً الشيح في علاج النحل المُصاب، عن طريق الحصول عليه، وتركه في الظل حتى يجف تماماً، ثم يطحن. ويضع النحال كل 200 غرام من مسحوق الشيح المجفف في لتر واحد من الماء، وبعد مرور خمسة أيام يجهز ما يسمى بمنقوع الشيح، الذي يجب إذابة ملعقة منه في نصف لتر من المحلول السكري. مع العلم يكون الوقت الأمثل للعلاج في الربيع أثناء خروج النحل لجمع العسل، وتُعاد عملية العلاج مرتين خلال الأسبوع اللاحق.

ما مدى مصداقية علاج النوزيما بالشيح؟

على الرغم أن العلاج الدوائي باستخدام مادة الفوماجيلين هو العلاج الأكثر استخداماً لمرض النوزيما في الوقت الحاضر، إلا أن العلاج بالشيح لا يقل عنه أهميةً وتأثيراً. إذ أثبت هذا النوع من العلاج جدارته وفاعليته. كما أكد العديد من الخبراء المصريين في مجال تربية النحل، أن العلاج بالشيح يُعطي نتائج مؤكدة. ويعود ذلك إلى نجاحه في معظم الأحوال التي لا يكون فيها المرض قد تفاقم بشكل كبير. وبنى الخبراء هذه المعلومات على أساس التجربة، والخبرة الطويلة لهم في تربية النحل.

العلاج في حال تفاقم المرض

في الواقع إذا تفاقم مرض النوزيما إلى مستوى لا يمكن التعامل معه سيصبح خطيرًا جداً. إذ أن إهمال النحال لعلاج النوزيما يساعد في انتشار المرض إلى خلايا النحل السليمة، بسبب خروج فضلات النحل لا إرادياً عند إصابة النحل بهذا المرض. حاملةً معها العدوى. والحل الوحيد في هذه الحالة هو قضاء النحال على الطوائف المصابة، لتجنب نقل المرض، وحماية خلايا النحل.

كما من الضروري أن يحرص النحال دائماً على حصول النحل على الغذاء والبروتينات الكافية لتصبح الخلية أكثر مُقاومة للمرض. كما يستخدم النحال الشيح وبعض الزيوت العطرية التي تملك تأثيراً قوياً في القضاء على المرض في البداية وقبل إصابة النحل بالنوزيما. وذلك لأن النباتات الطبيعية تساعد الجهاز الهضمي للنحل في التخلص من الطفيليات. كما يمكنك ترك العسل للنحل في حال شعرت أن إنتاج الخلية قليل، وذلك لتحرص على أن يتغذى النحل جيداً خلال فصل الشتاء، ويقوي مناعته.

الوقاية من مرض النوزيما

يتواجد النوزيما حيث توجد الرطوبة في خلايا النحل، ولهذا يلعب النحال الدور الأساسي في الوقاية من المرض عن طريق المحافظة على جفاف الخلية، وعدم وضعها تحت الأشجار حيث تزيد الرطوبة. كما أن تقديم النحال الغذاء الجاف للنحل والابتعاد عن الأغذية السائلة من أهم عوامل الوقاية من المرض. وبالطبع لا بد من فحص الخلية وإغلاق أي شقوق صغيرة أو تسرب يمكن أن يوصل الماء إلى الخلية. وإمالتها إلى الأمام قليلاً في فصل الشتاء كي لا يتجمع الماء داخلها.