بعد هيمنة البضائع الصينية على الأسواق العالمية، أصبحت فكرة الاستيراد منها مشروعًا تجاريًّا ناجحًا. ولكن ليس بتلك السهولة، فقبل البدء بالإجراءات الروتينية، هناك عدة شروطٍ يجب أن تحقق، ومجموعة خطواتٍ معقدةٍ تحتاج للدراسة المعمقة. وإن كنت في السعودية وترغب بدء مشروع الاستيراد، فإليك طريقة الاستيراد من الصين إلى السعودية خطوةً بخطوة في المقال التالي.

مع تطور الأحوال الاقتصادية في المملكة العربية السعودية والتحسن الكبير في الأوضاع المعيشية، والتحول نحو الاقتصاد الحر، زاد الطلب على المنتجات العملية وذات الجودة العالية. فتوجهت الأنظار نحو المنتجات الصينية ذات الأسعار المعتدلة والنوعية الجيدة، وتزايد الطلب عليها يوميًّا، سواء كانت منتجات غذائية، أو أجهزة إلكترونية، أو مركبات آلية، وغيرها من بضائع تطول بها القائمة.

وللبدء بمشروع  الاستيراد من الصين، لابد من إجراء دراسة شاملة للمشروع، وتحديد جميع الخطوات والإجراءات الواجب إتباعها، كالبدء بتحديد نوع المنتج المرغوب بناءً على احتياجات السوق السعودي. وبدوره لابد من دراسة السوق المحلي، والأسعار والقوانين والأنظمة الجمركية، والأهم هو إدراك جميع مراحل عملية الاستيراد من الصين إلى السعودية.

شروط عامة للاستيراد من الصين

  • على المستورد أن يمتلك سجلًا تجاريًّا، بحيث يتناسب نشاطه التجاري مع ما يرغب في استيراده، لضرورة تقديمه إلى الجمارك.
  • الحصول على الموافقات والتصاريح المطلوبة، ثم تقديمها للجهات المختصة في تحديد البضائع المقيدة والممنوعة، وفقًا لما يوضّحه كل بندٍ جمركيٍّ في جدول التعريفة الجمركية.
  • لابد من مطابقة الشحنة أو البضاعة المستوردة للمواصفات المطلوبة في السعودية، وذلك بالحصول على شهادةٍ موثوقةٍ من الجهات المختصة في الصين.
  • أن تحمل جميع وحدات الإرسالية علامةً خاصةً بالصين لا يمكن إزالتها أو تغييرها.
  • وضع البضاعة على قواعد خشبية تُعرف بالطبالي مما يسهّل عملية التفريغ والشحن.
  • عند استيراد المواد الطبية يجب التأكد من تسجيلها في الهيئة العامة للغذاء والدواء.
  • يجب التأكد من خلو البضاعة من التزييف أو الغش، وهو ما تقوم الجمارك بالتأكد منه. وفي حال وجود أي محاولة للاحتيال والتلاعب بالمواصفات، تُطّبق على الإرسالية أحكام عملية التهريب الجمركي من عقوباتٍ وغراماتٍ.
  • يجب تطابق ما صُرّح به من قيمةٍ مدفوعةٍ أو مُتفق عليها مع القيمة الفعلية، بالإضافة إلى مصاريف الشحن والتأمين والعمولات والسمسرة وعمليات التعبئة والتخفيضات المقدمة. وفي حال وجود خلل أو عدم تطابق كبير بين القيم الموضوعة، ستُحدَّد القيمة الجمركية بطرقٍ أخرى ذكرت في المادة الأولى من لائحة نظام الجمارك الموحّد.
  • قد تطلب الدائرة الجمركية سجلاتٍ بالبضاعة المستوردة؛ لذلك على المستورد أو المخلّص الجمركي  الممثل له أن يحتفظ بالسجلات لمدة لا تقلّ عن خمسة أعوام من بدء من تاريخ إتمام العملية الجمركية.

خطوات طريقة الاستيراد من الصين إلى السعودية

  1. تحديد المنتج المراد استيراده. فللحصول على أعلى الأرباح، لابد من دراسة السوق السعودي المحلي، وتحديد احتياجاته، ومقارنة الأسعار المحلية للمنتجات بالأسعار الخارجية، وتحديد المواصفات الدقيقة للمنتج المراد استيراده.
  2. التعرف على البضائع الصينية ومواصفاتها، للبحث عن الأكثر تطابقًا مع طلبك، وهو ما توفّره لك العديد من المواقع الإلكترونية التجارية العالمية، مثل allproducts  وموقع made in china  وموقع kompanion .
  3. التواصل مع وكلاء استيراد في الصين، ممن يؤمّن لك الحصول على ما يوافق طلبك، ومتابعة جودة البضاعة وضمان سلامتها.
  4. اختيار المخلص الجمركي، إحدى أهم الخطوات قبل تحديد موعد رحلة السفر إلى الصين والتعاقد مع المورّد، لتخليص البضاعة وعبورها من الجمارك، لذلك لابد من مراعاة الدقة والحذر في اختياره، فيجب أن يكون على درايةٍ بكافة القوانين الجمركية، ويمتلك شبكةً قويةً من العلاقات والمعارف، فمهمته هي الأعقد بين الخطوات، وبمجرّد إتمامها يمكن اعتبار البضاعة قد وصلت إلى برّ الأمان.
  5. جهز الفيزا وجواز السفر للقاء مجموعة المنتجين الذي اتفقت ونظمت رحلتك على أساس اللقاء بهم عبر الوكيل، ثم عاين المنتجات واختر المنتج الأنسب لك وتعاقد معه، ليشتري الوكيل البضاعة لك ويشحنها.
  6. إتمام الأوراق والمستندات المطلوبة وغيرها من إجراءات روتينية ضرورية لإعطاء التصريح بالدخول للشحنة من قبل الجمارك، وهو ما يقوم به كلّ من المستورد والمخلّص الجمركي.
  7. شحن البضاعة، ويتم عبر عدة طرق منها الجوي والبحري والبري، هذا يعتمد على المنتج الذي تشتريه من حيث نوعه وحجمه وكميته، ولكن فغالبًا ما يُعتمد على الشحن البحري عند استيراد البضاعة من الصين إلى السعودية، للأسباب التالية:
    • موقع كل البلدين، فالطريق البحري أقصر وأسرع.
    •  تستوعب سفن الشحن التجاري كمياتٍ أكبر من البضائع.
    • ارتفاع عامل الأمان فيما يخصّ سلامة البضائع.
    • انخفاض تكاليفه مقارنةً بالشحن البري.

أما الشحن الجوي فنادرًا ما يلجأ المستورد له لارتفاع تكاليفه على الرغم من سرعته، باستثناء بعض البضائع الثمينة والصغيرة الحجم، والتي تحتاج لسرعة في الوصول مثل الخضراوات والفاكهة والألبان، في حين يقتصر الشحن البري على نقل البضائع إلى الموانئ والمطارات.

إجراءات التخليص الجمركي في السعودية

لتوفير الوقت وتقليل تكاليف استئجار أرصفة الموانئ والمستودعات، يعدّ المخلص الجمركي ضروريّا للإفراج عن الشحنات. ينقسم عمله لجزئين هما انتقال البضائع خلال الجمارك، وتجهيز الأوراق والمستندات المطلوبة.

  • يبدأ عمله عند وصول البضاعة وفحصها من قبل الجمارك في إجراء إذن التسليم عبر الوكيل الملاحي.
  • تقديم نموذج بالبيان الملاحي وفقًا لفواتير البضاعة.
  • خلال الفحص الجمركي تحدد نوعية البضاعة وتسعيرها، لتحديد قيمة الضرائب الجمركية المفروضة عليها، ثم الموافقة عليها ودخولها الأراضي السعودية. قد تحتاج بعض البضائع لفحصٍ مختصٍّ من قبل جهات العرض قبل حصولها على الموافقة.
  • خلال عملية الكشف على الشحنة بالأشعة يقوم الوسيط الجمركي بدفع الضريبة الجمركية للبضاعة، بالإضافة إلى أية تكاليف جانبية مثل الفحص من قبل جهات العرض المختصة.
  • استئجار آليات خاصة لنقل البضاعة إلى المخازن.

أما المستندات المطلوبة من المخلص الجمركي فهي:

  • مستندات خاصة بعملية التصدير يقدمها المورد:
    • شهادة المنشأ المصدقة من السفارة.
    • الفاتورة التجارية.
    • بوليصة الشحن.
    • بيان العبوة.
    • شهادات خاصة بنوعية البضاعة، كما في الشهادة الصحية للمواد الغذائية، والشهادات الزراعية للمواد الزراعية.
  • مستندات تتعلق بالاستيراد وتتمثل بما يلي:
    • السجل التجاري.
    • البطاقة الاستيرادية.
    • البطاقة الضريبية.
    • بطاقة التعامل مع الجمارك.
    • نموذج طلب تمويل وارد.
    • تفويض عام لوسيط الجمارك.

طريقة الاستيراد من الصين إلى السعودية عير منصة فسح الإلكترونية

تسهيلًا لإجراءات الاستيراد والتصدير، وفّرت الهيئة العامة للجمارك في السعودية منصة فسح الإلكترونية لتسهيل وتسريع عمليات التخليص الجمركي. وذلك بإدخال جميع البيانات المتعلقة بالشحنة ومستنداتها والشهادات الخاصة بها على منصة فسح الإلكترونية، وقبل 48 ساعة من وصول الشحنة. تستغرق العملية مدةً لا تتجاوز 24 ساعة في حين تأخذ على أرض الواقع مدة 14 يوم.

مما سبق من خطواتٍ متبعةٍ في طريقة استيراد البضائع من الصين إلى السعودية، يبدو أنها على درجة من التعقيد والصعوبة والتكلفة. إلا أنه أحد المشاريع التجارية الرابحة، فبمجرّد التزامك بشروطه وخطواته فأنت جاهز للانطلاق في مشروعك الرابح.