تعتبر تربية النحل فرعًا من فروع الفلاحة، ورافدًا مهمًا من روافد الاقتصاد الزراعي في العديد من بلدان العالم. ولذلك يعتبر هذا المشروع من المشاريع الرابحة والناجحة. ومن الواجب على مربّي النحل أن يقدموا رعاية سليمة متمثلةً بتأمين المأوى المناسب للنّحل، والعناية الكبيرة بالبيئة المحيطة من أجل الحصول على أفضل النتائج. حيث أنّه من المهم جدًا اختيار مكان مناسب لإنشاء المنحل. كما يجب أن يحتوي المنحل على الأدوات اللازمة لعمليّة التربية، والأدوية المساعدة في وقاية النحل وخلاياه من الأمراض الضّارّة. هيا بنا نقدم لك شرحاً توضيحيّاً عن شروط تربية النحل وأهم ما يجب توافره من أجل الحصول على نتائج إيجابيّة في هذا المجال.

الشروط الواجب توفّرها في النّحال

قبل كل شيء يفضّل أن يكون لدى الشخص حب واندفاع لعمله في تربية النحل. كما من الضروري أن يكون نبيهًا ومحافظًا على نظافته ورائحته الطيبة، حيث أن النحل لا يحب الروائح السّيئة ويبتعد عنها. لذلك لا يجب على النحّال أن يضع أي نوع من العطور، والأهم من ذلك يجب ألّا يتناول المشروبات الروحيّة وأن يتجنب تناول الثّوم والبصل بكثرة.

وباعتبار أن النحل كائن حي ويتصرف وفق غريزته. يتوجب على النحّال أن يكون دقيقًا في تنفيذ الإجراءات في موعدها. دون أن يسبب أي مضايقة للنحل أو تأثيرًا سلبيًا على سلوكه.

كما من الأفضل للنحّال أن يتّبع دورات تدريبية، ويستفيد من الخبرات السّابقة للعاملين في هذا المجال. بالإضافة إلى متابعته لأهمّ البحوث المختصّة في هذا المجال. ومن المستحب أن يتدرب بشكل عمليّ على يد نحّال محترف قبل مباشرة العمل في منحله الخاص.

الشروط الواجب توفّرها في المكان

يجب أن يكون المنحل في منطقة زراعية وطبيعية تتوفر فيها مجموعة من الشرط التي تضمن أمانًا أكثر لخلايا النحل، والتي تتجلى فيما يلي:

  • أن يكون المكان بعيدًا قدر الإمكان عن المناطق الحضرية المزدحمة، والطّرق المستخدمة بكثرة من البشر. ومع ذلك في حال وجود طريق بالقرب من المنحل فمن الأفضل أن يقيم النحّال سورًا طبيعيًا من الأشجار المرتفعة، مما يجبر النحل على الارتفاع والابتعاد عن الطريق.
  • كما من المهم أن يكون مكانًا بعيدًا عن حظائر الحيوانات.
  • أن تكون البقعة التي يوجد فيها المنحل أرضًا مستويةً قدر المستطاع، وبالتأكيد يجب أن تكون مجهزّةً من حيث خلوّها من الأعشاب الطويلة، والنمل والسّحالي، والضّفادع الّتي تعتبر عدوّاً طبيعيّاً للنّحل.
  •  أن يكون المنحل محاطًا من أغلب جهاته بأشجار تقوم بلعب دور مصدّات للرياح. وتعطي أزهاراً تسمح للنّحل بالتّغذي عليها.
  • أن يتوفّر مصدر للمياه العذبة النقية والبعيدة عن مصادر التلوّث حتى يتمكّن النحل من الحصول على مصدر مياه صحّي.

نصائح هامة في تربية النحل

  • يجب اختيار سلالة ملائمة للمنطقة التي أقيم فيها المنحل. وأن تكون هذه السّلالة ذات مواصفات وخصائص مناسبة من حيث نسبة الإنتاج العالية للعسل. وعدم ميلها للتطريد، وذات مزاج هادئ وملائمة لمناخ المنطقة وغير ميّالة للسّرقة. ومن أجل ذلك من الأفضل الاستعانة بخبير نحل لشراء السلالة المناسبة.
  • يجب أن يبدأ النحال مشروعه بعدد قليل من الخلايا، بحيث لا يتجاوز عددها عشر خلايا، ريثما اكتسب الخبرة اللازمة في تربية النحل.
  •  يتوجّب على النّحال أن يكون ملمًّا بالظروف المناخية المحيطة به. وعارفاً بمزايا التربة والنباتات الموجودة في البيئة المحيطة من حيث أنواعها ووقت ومدّة إزهارها. وأن يكون ملمًّا وخبيرًا في تربية النحل من أجل وضع الخطط الديناميكية والمتناسبة مع العوامل المناخية والطبيعية المختلفة.
  • يفضل شراء النحل في بداية فصل الربيع.

الأدوات اللازمة لتربية النحل

الألبسة الخاصة بتربية النحل

ألا وهي بدلة النحّال الّتي تؤمن له الوقاية الكاملة من هجمات النحل. بالإضافة إلى الكفوف الّتي يجب أن تكون خفيفة وذات ملمس ناعم.

الحذاء الخاص

وهو عبارة عن جزمة بيضاء اللون، ذات ساق طويل. وفي حال عدم توفٌّر هذا الحذاء لابد للنحّال من ارتداء جوارب من نفس قماش البدلة.

آلة التّدخين (المدخّن)

لا يجوز أبداً العمل بخليّة النحل إلّا بعد تدخينها. ومن الشّروط الواجب توافرها في المدخن أن يكون خفيف الوزن وينتج كثافة دخان مناسبة. بالإضافة الى ذلك يجب أن يكون مصنوعًا من مواد غير قابلة للصّدأ.

العتلة

يفضّل أن تكون خفيفة الوزن وملونة لكي نتمكن من ملاحظتها عند وقوعها بين الأعشاب.

الفرشاة

يجب أن يكون عرضها بعرض خليّة النحل وقابلة للغسيل، والأهم من ذلك أن تكون أليافها طريّة وليّنة لا تسبب أذى للخليّة. وتبرز أهميّة استخدام الفرشاة خلال القيام بقطف العسل، حيث تساعد على إزاحة النحل وإبعاده عن الإطار من دون أذيّته.

الفرّاز

يجب استخدام فرّاز يعمل وفق آليّة الطّرد المركزي من أجل استخراج العسل. ويجب أن تتوافر بالفرّاز بعض الشروط ومنها أن يكون مصنوعًا من معدن غير قابل للصدأ، ومع ذلك يجب أن يكون مناسبًا لحجم المنحل ولا يتأثر بالعسل.

قفائر (خلايا) تربية النحل

يفضّل استخدام القفير المصنوع من أنواع الخشب الجيّدة المقاومة للعوامل المناخيّة، ويجب طلاؤه من الخارج بطلاء زيتي حصرًا، فاتح اللون ولامعًا ليصد أشعة الشمس في الأوقات الحارّة. ومع ذلك كلّه يجب أن يحتوي غطاء خارجيًّا محكم الإغلاق بحيث يقف سدّاً في وجه المياه ويمنعها من الدخول إلى الخليّة، كما من الضروري في بعض الأحيان استخدام الحاجز الملكيّ والغذّايات والخزّان وغيرها من الأدوات الّتي تعتبر متمّمة لشروط تربية النحل.

نجد بأنّ تربية النحل باتت من الزّراعات المنظّمة والّتي تحتاج إلى إيجاد بنية تحتيّة مناسبة ومواتية للنحل، من أجل الحصول على أفضل النّتائج و المحاصيل الّتي تعود بالنّفع المتبادل على النحل و البشر. ومع ذلك فمن أراد الحصول على العسل الصحي وأحبّ الاستفادة من مزاياه الكبيرة، باختصار لابدّ له من العناية العلميّة واللازمة بالنحل.