تفرض الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها اليوم وارتفاع تكاليف المعيشة ضرورة إيجاد مصدر دخل ثانوي. لذا نجد الكثير من الأشخاص الذين يلجئون إلى التداول كفرصة رائعة لكسب أموال إضافية وتحقيق الأمان المالي. ولكن في نفس الوقت، نرى أشخاص آخرين يترددون في بدء دخول عالم التداول بسبب عدم فهمهم لهذا المصطلح أو بسبب سماع قصص أشخاص خسروا أموالهم بسبب الانغماس في المضاربات غير الواعية أو اتخاذ قرارات غير مدروسة. لذا سنقوم في هذا المقال بتعريفكم على عالم التداول بصورة مبسطة وأهم أدوات التداول وأكثرها أمانًا حول العالم. كما سنقدم شرحًا عن مدى ربحية كل مجال تداول لتعرف ما أنت مقبل عليه.

تعريف التداول

يمكن تعريف التداول باختصار أنه عملية المضاربة في سندات الضمان، وبشكل محدد عمليات بيع وشراء السندات المالية خلال وقت التداول. وهناك بشكل عام نوعين من التداول، التداول السريع والتداول طويل الأمد الذي يعتمد على عدة استراتيجيات مثل الشراء والاحتفاظ واستثمار القيمة. ويخرج تجار اليوم الواحد عادة من الصفقات قبل إغلاق السوق وذلك كي يتجنبوا المخاطر التي لا يمكن السيطرة عليها مثل الفجوة السلبية في الأسعار بين سعر الإغلاق وسعر الافتتاح في اليوم التالي.

كما تختلف الأدوات التي يتم تداولها عادة بين الأسهم والعقود والعملات الرقمية، بالإضافة إلى العقود الآجلة التي قد تكون عقودًا آجلة لمؤشر الأسهم أو عقود آجلة لسعر الفائدة أو حتى عقود آجلة للعملات والسلع.

عليك أن تعلم أن التداول اليومي لكل ما سبق كان حصريًا للشركات المالية والمضاربين المحترفين. ولكن كل هذا اختلف بعد عام 1975 حين ألغت الولايات المتحدة قيود العمولة، فاكتسب الاستثمار في الأسهم والعمولات شعبية كبيرة وظهرت منصات إلكترونية مخصصة لهذا الأمر في التسعينيات، ومن ثم انتشرت بشكل واسع مع سيطرة الإنترنت على العالم اليوم. فلم يعد محصورًا بموظفي البنوك والعاملين في إدارة الأسهم بل أصبح متاحًا لكل من يرغب في استثمار مدخراته وتحصيل دخل سلبي في أيامنا هذه.

أدوات التداول

هناك أدوات تداول عديدة ومتنوعة في عالمنا اليوم. كما يعدّ اختيار الأداة المالية المناسبة بمثابة الاستراتيجية الأساسية للتجارة الناجحة. تقدم الأدوات المالية عوائدًا ثابتة أو متغيرة حسب نوعها. حيث توفر الأدوات ذات العائد الثابت مثل الودائع لأجل معدل عائد ثابت تقريبًا. بينما تعتمد العائدات المتغيرة على عوامل خارجية عديدة ومختلفة بشكل عام.

تضم هذه العوامل الأداء الاقتصادي للأصل وأسعار الفائدة والاتجاهات وغير ذلك. بشكل عام، يمكن القول إن الأدوات التي تقدم مكاسب متغيرة توفر مجالًا أكبر لتحقيق مكاسب أفضل، ولكنها بالطبع تحتوي على مخاطر أعلى. أشهر هذه الأدوات هي الأسهم والعقود الآجلة والفوركس والذهب. في الواقع، يستفيد المستثمر من تقلب هذه الأدوات للشراء بسعر منخفض والبيع بسعر أعلى. وقد نرى المستثمرين منغمسين في التداول الفوري في السوق أو الأسهم أو الصفقات المتأرجحة وذلك اعتمادًا على الاستراتيجية الخاصة بهم.

الشكل الأكثر أمانًا والأكثر ربحية لتداولات الأسواق المالية هو أسهم الشركات. حيث يضم إجراء التداولات في الأسهم عددًا أقل من الجوانب السلبية. بالطبع، يمكنك كمستثمر انتقاء أفضل الأسهم في العالم من الأسواق الأوروبية والأسواق الأسترالية وبورصة هونغ كونغ أو أي مكان آخر.

بينما تحمل العقود الآجلة والفوركس درجة عالية من عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ. نرى أسعار الأسهم تتغير بالدقيقة متأثرة بعدة عوامل مثل التغيرات في الطلب على منتجات الشركة وإصدارات المنتجات الجديدة وغيرها. يدرك المستثمرون هذه التفاصيل من خلال التحليل الأساسي والتحليل الفني للسهم. كما يعتمد سعر السهم أيضًا على الاتجاهات الأساسية لسوق الأوراق المالية الأوسع ومستويات التقلب.

كما يفضّل معظم المستثمرين الاستثمار في أكبر الشركات على المدى الطويل. حيث يتتبع رجال الأعمال تغير الأسعار يوميًا بحثًا عن فرص يومية. يتيح التداول الخوارزمي والتداول الآلي للمستثمرين وضع رهانات سريعة وتحقيق مكاسب كبيرة في فترة قصيرة. كما تتيح صناديق ETF أو صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة التقاط حركة المؤشر في صفقة واحدة.

تداول العقود الآجلة

يقدم العقد الآجل أفضل طريقة للتداول برأس مال عالي حيث يتطلب شراء مثل هذه الأسهم استثمارات ضخمة. على سبيل المثال، تبلغ تكلفة حصة واحدة من أمازون حوالي 3500 دولار. إن هذه الصفقات الآجلة متاحة أيضًا للأسهم والسلع مثل الذهب وكذلك للعملات الأجنبية. عليك أن تعلم أن صفقات العقود الآجلة متاحة على مدار 24 ساعة.

تجارة الذهب

ينتشر إجراء الصفقات في مثل هذه السلع بشكل كبير. توجد أنواع مختلفة من السلع للتداول، من بين هذه السلع، يحتل الذهب والفضة والنفط الخام المرتبة الأولى.

تدعم العقود الآجلة مشتقات الأصول هذه. ويعكس تداول الذهب سعر الذهب في البورصات العالمية. مع العلم إن أكثر الطرق شيوعًا لتداول الذهب والمعادن الثمينة هي من خلال صناديق الاستثمار في الذهب وعقود الذهب الآجلة. سعر الذهب مستقر نسبيًا وأقل تقلبًا مقارنة بالأدوات الأخرى، لذا يعتبر اعتماد الذهب أقل خطورة. ولكن عليك الالتزام بمبالغ كبيرة لتحقيق مكاسب ضخمة.

تداولات الفوركس

يعدّ تداول العملات في سوق الصرف الأجنبي الخيار الأكثر شيوعًا للمستثمرين بعد الأسهم والسلع. يراهن المستثمرين على أزواج العملات وتتم صفقات الفوركس في أزواج لعملات، مثل: الدولار الأمريكي، والدولار الكندي، واليورو، والين الياباني، والجنيه الإسترليني، والفرنك السويسري وغيرها.

كما تخفف تجارة الفوركس من مخاطر انخفاض قيمة العملة. ونرى في الآونة الأخيرة اتجاه للتداول في العملات الرقمية، مثل البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة. ولكن تضم أسواق هذه العملات مخاطرًا عالية بسبب عدم خضوع أسواق هذه البورصات لسلطة تنظيمية، بالإضافة إلى مواجهتها تقلبات عالية.

كيف تبدأ التداول

يبذل المستثمرون الأذكياء الكثير من الجهد للبحث وتعلم الأساسيات قبل دخول أي بورصة. ابدأ الاستثمار بالأسهم الفردية ثم انتقل إلى العقود الآجلة. يختلف سوق الفوركس عن الأسهم لأنه يوفر تنوعًا وأمانًا أكبر. ولكن الاستثمار في أزواج العملات يحتاج بذل جهد وفهمًا عميقًا للسوق.

يميل المبتدئون إلى ارتكاب أخطاء أساسية لأنهم لا يفهمون عوامل المخاطرة بشكل صحيح، حيث يعملون بدون اتباع استراتيجية إدارة المخاطر. في حين يملك المستثمر الناجح شهية للمخاطرة وللبحث عن معلومات أكثر. مع العلم إن مفتاح النجاح يكمن في الحصول على أرباح ثابتة. كما يجب عليك أن تتذكر دائمًا أن الربح غير المحقق هو مجرد رقم على الشاشة لذا لا يوجد شيء لتشعر بالقلق منه.

قد يشعر المستثمرون الجدد بالقلق الدائم من ظروف السوق. ونرى البعض منشغلين في حياتهم اليومية، وليس لديهم وقت للاستثمار في تداول الأسهم. ولكن إن كرست الوقت لاتخاذ قرارات صحيحة بشأن تداول السوق، حيث تتيح المعرفة الكافية إمكانية إجراء صفقات ناجحة وكسب عوائد يومية.