رمز عملة سيكر الإكوادور، تطل جمهورية الإكوادور على المحيط الهادئ وتتمتع بسهول واسعة تليها مرتفعات وأدغال استوائية. سنتحدث اليوم في مقالنا عن هذا البلد الرائع، مع التركيز على اقتصاده ورمز عملته السيكر وسنروي قصة تدهور قيمتها انتهاءً باستبدالها.

لمحة عن جمهورية الإكوادور

تقع جمهورية الإكوادور (Ecuador)‏ الديمقراطية في قارة أمريكا الجنوبية. حيث تحدّها كولومبيا من الشمال، والبيرو من الشرق والجنوب، كما تطل على المحيط الهادئ من الغرب. وتتبع لها جزر غالاباغوس الموجودة في هذا المحيط على بعد حوالى 1,000 كيلومتر غرب شاطئ الإكوادور. أصبحت الإكوادور جمهورية رئاسية مستقلة في عام 1830 بعد أن كانت جزءًا من الإمبراطورية الاستعمارية الإسبانية في كولومبيا الكبرى.

يتكلم سكان الإكوادور اللغة الإسبانية بنسبة 94%، بالإضافة إلى لغات أخرى مثل الكيتشوا والشوار و11 لغة محلية أخرى. تبلغ مساحة الإكوادور 283520 كم2 وتعدّ عاصمتها كيتو ضمن مواقع التراث العالمي المصنفة من قِبل اليونسكو منذ عام 1970.
تعدّ مدينة غواياكيل أكبر مدن البلاد، كما تصنّف كوينكا ثالث أكبر مدينة في البلاد من حيث الحجم والتقدم الاقتصادي ضمن مواقع التراث العالمي منذ عام 1999 وذلك بسبب الطراز الإسباني المتّبع فيها .

تعدّ جمهورية الإكوادور الديمقراطية موطن لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات مما يجعلها أحد البلدان النادرة في العالم التي تتمتع بتنوع بيولوجي كبير. كما ويحمي دستورها الجديد الصادر في عام 2008 الطبيعة والأنظمة الإيكولوجية ويحافظ عليها.

عملة سيكر الإكوادور

كانت عملة سيكر (sukre) العملة الرسمية لجمهورية الإكوادور بين عامي 1884 و2000. حيث كانت تقسم إلى 10 ديسيموس أو 100 سنتافوس. تم اعتماد اسم سيكر للعملة نسبة لاسم الزعيم السياسي لأمريكا اللاتينية أنطونيو خوسيه دي سيكر. لكن بعد تعرض الإكوادور لأزمة مالية في عامي 1998 و1999. اُستبدل السيكر بالدولار الأمريكي وخرج من التداول.

يعود تاريخ إصدار السيكر إلى 22 آذار من عام 1884 حيث تمت إعادة تسمية البيزو الإكوادوري بالسيكر ورُبط السيكر حينها بـ 22.5 جرام من الفضة. لكن بسبب انخفاض السعر العالمي للفضة خلال تسعينيات القرن التاسع عشر، قامت الإكوادور بربط عملتها بالذهب في 3 تشرين الثاني من عام 1898 حيث تم ربط السيكر بـ 732.224 ملغ من الذهب الخالص.

رمز عملة سيكر الإكوادور

يُستخدم نظام الآيزو 4217 أو (ISO 4217) منذ عام 1978 لتحديد أسماء ورموز عالمية لتمثيل العملات حول العالم. وحسب هذا النظام، يُرمز لعملة لسيكر الإكوادور بالرمز (ECS). كما لها رمز محلي على الشكل (S/).

تدهور سعر صرف سيكر الإكوادور

انخفض سعر الصرف لعملة سيكر الإكوادور بعد الحرب العالمية الأولى إلى أن استقر في عام 1926. ثم قامت الإكوادور بإعادة تأسيس معيار الذهب فأصبح كل سيكر يساوي 933 مجم من الذهب الخالص. لكن سرعان ما عُلّق العمل بمعيار الذهب في 8 شباط من عام 1932 وتم اعتماد ضوابط جديدة لسعر الصرف الأجنبي في 30 نيسان حيث حُدد سعر الشراء الرسمي عند 5.95 سيكر لكل دولار أمريكي.

مع ارتفاع سعر الفضة خلال الثلاثينيات، حظرت الإكوادور تصدير الفضة في 17 أيار من عام 1935. ثم قامت بعدة تعديلات على نظام الصرف الأجنبي في البلاد مع استمرار قيمة السيكر في الانخفاض.
تم تحديد السعر الرسمي عند 13.5 سيكر للدولار الأمريكي في عام 1937 ثم خُفض السعر مجددًا إلى 14.77 سيكر للدولار الأمريكي في 4 حزيران 1940. إلى أن استقر السعر الرسمي ليكون 14 سيكر للدولار الأمريكي في عام 1942 و 13.5 سيكر لكل دولار أمريكي في عام 1944. انخفضت قيمة تعادل السيكر مع إنشاء صندوق النقد الدولي إلى 15 سيكر لكل دولار أمريكي في عام 1950 ثم إلى 18 سيكر لكل دولار أمريكي بحلول عام 1961، و25 سيكر لكل دولار أمريكي بحلول عام 1970.

حافظ السيكر على سعر صرف مستقر أمام الدولار الأمريكي حتى عام 1983 عندما تم تخفيض قيمته إلى 42 سيكر لكل دولار أمريكي. لكن بعد ذلك بدأت العملة في الإكوادور بالانهيار السريع حيث وصلت إلى أكثر من 800 سيكر لكل دولار أمريكي بحلول عام 1990 وقاربت حاجز الـ 3000 بحلول عام 1995. ثم بحلول عام 1999 فقد السيكر 67% من قيمته. وانخفضت قيمته بنسبة 17% إضافية على مدى أسبوع واحد، لينتهي عند 25000 سيكر للدولار الأمريكي الواحد في 7 يناير 2000.

استبدال عملة سيكر الإكوادور

أعلن الرئيس جميل معوض أن الدولار الأمريكي سيتم اعتماده كعملة رسمية للإكوادور في 9 كانون الثاني من عام 2000. مع أن  الدولار الأمريكي كان يستخدم بالفعل على نطاق واسع في بالبلاد. سمحت الحكومة باستبدال الأوراق النقدية من عملة السيكر بسعر 25000 سيكر لكل دولار أمريكي. وذلك في البنك المركزي حتى تاريخ 30 آذار من عام 2001.

يعدّ الاقتصاد في جمهورية الإكوادور ثامن أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، ويشكل النفط 40% من صادراتها. وتشهد البلاد نموًا اقتصاديًا بمتوسط 4% في الناتج المحلي الإجمالي. حيث كان لتغيير العملة من السيكر إلى الدولار الأمريكي أثر واضح في تعافي الاقتصاد وتحقيق نمو كبير.