قبل أن تتساءل على حلول الشحن البحري حول العالم. يجب عليك معرفة العقبات والتحديات التي تواجه عملية نقل البضائع ومن ثم إدراك أهمية الشحن البحري للتجارة الدولية. تابع معنا، يعتبر النقل البحري وسيلةً رئيسيةً في التجارة الدولية. حيث يعبر حوالي 25000 بليون طنٍ من الشحنات عبر المحيطات سنويًا. وهذا يشكل 71%من الشحن العالمي، بالمقارنة مع 7000 بليون طن من الحمولات عن طريق السكك الحديدية و3000 بليون طن عن طريق البر. بالإضافة إلى ذلك يتغير النقل البحري تكنولوجيًا واستراتيجيًا وفقا لمتطلبات السوق.

تطورت حركة النقل البحري بصورةٍ كبيرةٍ خلال العقود الماضية حيث سيطرت على حوالي 90 %من سوق الشحن القارية. ولا تكمن ميزة النقل البحري في السرعة فقط ولكن أيضًا في قدرته ومدى تغطيته لمناطق واسعةً من العالم. فلا يستطيع النقل بالسكك الحديدية أن يتناول الحركة التجارية بمثل هذه الأبعاد والأحجام الجغرافية. ولهذا السبب، تتركز الصناعات الثقيلة عادةً على ضواحي الموانئ. بالإضافة إلى ذلك ما زالت الدول النامية تستحوذ على حصةٍ متواضعةٍ في التجارة الدولية، حيث تمثل البلدان النامية 28 %من تجارة السلع المستوردة وحوالي 50 %من حمولة الشحن الصادرة. مع العلم بأن معظم صادرات تلك الدول تعتمد على مكونات النفط.

مفهوم الشحن البحري

هو نقل البضائع من مكان لآخر ومن دولةٍ إلى أخرى عبر الموانئ بواسطة السفن. ويعد الشحن البحري أقدم صور الشحن تاريخيًا عن طريق سفن الشحن التجارية التي تطورت عبر الزمن لتصبح تلك البواخر والناقلات التجارية العملاقة التي تدار بمحركات الديزل أو توربين بخاري. ونظراً لأهمية الشحن البحري منذ فجر التاريخ قامت كثير من الدول ببناء أساطيل سفنٍ تجاريةٍ للتأكيد على حرية وسهولة حركة بضائعها على مستوى العالم.

أهمية الشحن البحري

برز في الوقت الحاضر ونظراً لتطور النقل البحري عمليات إنشاء موانئ متخصصة في التعامل مع البضائع الترانزيت. وتتميز هذه الموانئ بموقعها الاستراتيجي المهم على الخطوط البحرية الدولية. حيث برزت أهمية استخدام السفن كبيرة الحجم لما توفره من نفقات في التشغيل تؤدي إلى إمكانية تخفيض النوالين بما يحقق لها قدرة المنافسة في سوق النقل البحري. ويعتبر هذا النوع من السفن العنصر المهم في تخفيض مصروفها. حيث يقوم الناقل البحري بحساب معدلات الشحن والتفريغ بالموانئ ويفضل التعامل مع الميناء ذي الموقع المميز والمجهز بأحدث معدات الشحن والتفريغ وذات المعدلات المرتفعة والمناسبة مع نوعيات البضائع. كما تعود أهمية هذا النوع من السفن إلى أنها تفتح المجال أمام الدول ذات الموقع المميز بالنسبة للخطوط البحرية الملاحية العالمية في حالة نجاحها في اجتذاب تلك السفن إلى موانئها، فتحقق موردًا إضافيًا مقتطعًا من سوق النقل البحري العالمي إلى نشاطها الاقتصادي، مما يحقق لها قدرة تقديم تقرير النقل البحري في إطار منظمة التجارة العالمية.

مشاكل الشحن البحري

تعاني صناعة الشحن البحري العالمية أزمةً حادةً في الوقت الراهن نتيجة نقص الحاويات، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في كلفة الشحن فضلا عن التأخير في استلام البضائع وخاصة البضائع الواردة من الصين. وبحسب تقاريرٍ عالميةٍ فإن جائحة Covid_19 كان لها دورٌ كبيرٌ في تعظم مشاكل الشحن البحري. حيث أثرت بشكلٍ كبيرٍ على التجارة والشحن البحري في قارات العالم، وتفرد قارة آسيا بالنصيب الأكبر من المشاكل.

مشاكل نقص الحاويات في الشحن البحري

  • قيام شركات الملاحة العالمية بوقف تشغيل أكثر من 50 % من بواخر الحاويات وذلك لغايات خفض المصاريف الإدارية والتشغيلية. ويعود السبب لعدم اعتقاد تلك الشركات بعودة التجارة إلى وضعها الطبيعي خلال مدة قصيرة لا تتجاوز الأشهر.
  • تعطل الكثير من الحاويات الفارغة في الموانئ الأميركية والأوروبية خلال فترة الإغلاقات أثناء جائحة Covid _19. الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد الحاويات المعطلة مقابل الحاويات الصالحة للنقل. حيث دفع هذا الأمر الكثير من شركات الملاحة للتخلص من تلك الحاويات، ونتيجة لذلك أدى إلى نقص حاد في الحاويات الفارغة والتي تعتبر العصب الرئيسي لتشغيل بواخر الحاويات.
  • تمتلك شركات الشحن ما يقارب نصف الحاويات في العالم والباقي يعود لشركات متخصصة في تأجير الحاويات. حيث ارتفعت معدلات التأخير للحاويات الجديدة إلى أكثر من 75 % في الربع الثاني من هذا العام 2023. وهذا يعتبر أحد العوامل التي أثرت على ارتفاع أجور الشحن البحري.
  • ارتفاع أسعار الحاويات الجديدة أكثر من 100% خلال هذا العام. والسبب في ذلك يعود لزيادة الطلب على شرائها لتعويض النقص الحاصل في السوق العالمي. وكذلك ارتفاع أسعار الحديد الذي يستعمل في صناعة الحاويات. حيث أن المستفيد الأكبر من هذا الطلب المتزايد هم الصينيون الذين يهيمنون على السوق العالمية لصناعة الحاويات الجديدة.
  • ساهمت محاولات شركة الشحن البحري العالمية من تقليل الخسائر نتيجة التوقف عن العمل لمدة أشهرٍ. فقامت برفع أجور الشحن والنقل البحري.

حلول مشاكل الشحن البحري

تعتبر أعمال الشحن البحري من أهم قطاعات الأعمال اللوجستية الدولية. يقدم خبراء الشحن البحري مجموعةً متكاملةً من الحلول اللوجستية الدولية، والمُعدّة خصيصًا وفقًا لاحتياجات العملاء، والمدعومة بتاريخٍ طويلٍ من الخبرات، وأحدث المعارف والتكنولوجيا. ومن هذه الحلول:

  • خدمة النقل من المكان الذي يريده العميل إلى المكان النهائي.
  • إدارة الحمولات الكاملة للحاوية FCL، والحمولات غير الكاملة للحاوية LCL.
  • نقل البضائع كبيرة الحجم وثقيلة الوزن.
  • نظام التتبع عبر الإنترنت وإدارة الشحن.
  • التخليص الجمركي، وذلك من خلال فتح حسابات للعملاء لتسهيل الإجراءات.
  • تأمين الشحن البحري العقد الذي يتعهد فيه المؤمن للمؤمن بتعويض الخسائر البحرية التي تتعرض لها المخاطرة البحرية، ويتم ذلك ضمن شروط وقوانين.
  • التحكم في درجة الحرارة والرطوبة.
  • تقديم حاوياتٍ مخصصةٍ بناءً على طلب العملاء، حيث إن حاوية الشحن القياسية التي يبلغ حجمها 20 قدمًا وحاوية الشحن القياسية 40  قدمًا هي من أكثر الحاويات استخدامًا في العالم لنقل بضائع الشحن البحري، تختلف حاويات الشحن العادية عن الأنواع الأخرى من الحاويات بأنها مغلقةٌ تماما. فحاويات الشحن المغلقة غير مجهزة بأنظمة التبريد والتهوية مثل الحاويات المبردة فهي تسمى حاوية عادية أو ستاندر، أو قياسية.

وأخيرًا، بعد أن تعرفنا على مشاكل وحلول الشحن البحري حول العالم. فيجب أن ندرك جوهر عقد النقـل البحـري للبضـائع الذي يعبر عن تغيـير مكـان البضـائع المتفـق عليهـا كاملـة وسـليمة وفي الميعـاد المحـدد من ميناء الشحن إلى ميناء الوصـول، وبهذا الصدد يقـع علـى عـاتق الناقـل البحـري العديـد مـن الالتزامـات أثنـاء الرحلـة البحريـة ابتـداءً مـن الشـحن إلى غاية الوصول وتسليم البضاعة.