تحتل تربية الجمال في السودان المرتبة الثانية عالميًا. وللجمال مكانةً كبيرةٌ في قلوب الشعب السوداني. حيث تربى بغرض الوجاهة، والاعتزاز الاجتماعي. أكثر من الاهتمام بمنتجاتها الحيوانية.

ويبدو ذلك جليًا في القصائد الشعرية الشعبية. التي تضم آلاف الأبيات عن الجمال، وأسمائها، وسلالاتها، وقدرتها على التحمل، والسير، ومغالبة الصعاب. وسنقدم لكم اليوم مقالًا جميلًا يتحدث عن تربية الجمال في السودان.

مزارع تربية الجمال في السودان

توجد مزارع تربية الجمال في السودان في جميع الولايات. لكنها تكثر في الولايات الغربية. تحديدًا  في ولاية شمال كردفان الذي يبلغ عدد قطيعها 605 ألف رأسٍ. ثم ولاية غرب كردفان وتضم 411 ألف رأسٍ. وبعدها الولايات الشرقية مثل: كسلا، والبحر الأحمر، والقضارف. والتي تربى غالبًا من أجل لحمها، وحليبها، وجلدها.

بينما تربى جمال السباق، والحمل في المزارع الواقعة بين شرق النيل، ومرتفعات البحر الأحمر. وجميع قطعان الإبل مملوكة للقبائل والمزارعين. ولا تملك الدولة أي شيءٍ من الإبل. وتعتبر قبيلة البطاحين، والشكرية، وبني عامرٍ، والكبابيش، والزبيدية في غرب السودان، وشرقه من أشهر القبائل في امتلاك الجمال. حيث تربيها بكثرة. ولا تنظر هذه القبائل، والمزارع لجمالها باعتبارها موردًا اقتصاديًا يؤثر على رفاهيتها، بل دأبت على التباهي اجتماعيًا بكثرة جمالها، وحسنها، وسلالاتها. وكلما زاد عدد قطيعها زاد تفاخرها بها.

أنواع الجمال في السودان

هنالك الكثير من أنواع الجمال التي تربى في مزارع تربية الجمال في السودان. ويسمى كل نوعٍ حسب المنطقة، أو البقعة التي ينتمي إليها. ولكل نوعٍ من الجمال سماتٌ، ومواصفاتٍ معينةٌ تختلف عن غيرها من الأنواع.

  • جمال الدعيلية: تعتبر جمال الدعيلية الرشايدي من أهم سلالات تربية الجمال في السودان، لون جسدها ضارب للحمرة. ويفضلها الكثير من المربين لسهولة تسمينها وانتاجها الوفير للحليب. ويطلق عليها أحيانًا باسم ‘الجمال الحمر’. ويباع جمل الدعيلية بأعلى الأسعار لكثرة الطلب عليه في إنتاج اللحم.

ويبلغ متوسط وزن الذكور منها حوالي 450 كجم. بينما يتراوح وزن الإناث بين 380-420 كجم. لذلك تساهم لحومه بنسبة 57% من الثروة الحيوانية. بينما يساهم الحليب بنسبة 20% من الثروة الحيوانية في السودان. حيث ينتج هذا الجمل 4 كجم من الحليب يوميًا.

  • جمل الدهاسيرية: يتميز هذا النوع من الجمال بطول جسمه، وهزالته مقارنةً بأنواع السلالات الأخرى. ويعتبر  من الجمال  صعب التسمين.  باعتبار أن أكثر وزنٍ يصل له 280 كجم. كما أنه لا ينتج الكثير من الحليب. لذلك هو غير مرغوبٍ لدى الكثير من التجار من ناحية إنتاج اللحم والحليب. لذلك يربى، ويصدر لدول الجوار للمشاركة فقط في السباقات أو مهرجانات المزاينة.
  • جمال الصهوب: تتميز هذه السلالة بطول الجسم، والقوائم، والعنق، والرأس الرفيع، والأذن الصغيرة، والصدر العميق، والجلد الناعم. كما يوجد الوبر بشكلٍ خفيفٍ على الجسم، وكثيفٌ في منطقة الأذنيين.

كما يتمتع بوزنه الخفيف حيث أن متوسط وزن الذكور 370 كجم ومتوسط وزن الإناث 300 كغ. ويب. وينتج جمل الأصهب كمية من الحليب تتراوح من 1200 كغ إلى 2500 كغ سنويًا. مع يستمر موسم الحلب لفترة 9 شهورٍ في المتوسط. كما يُصدر جمل الأصهب لدول الإمارات، والسعودية، ومصر بغية الاشتراك بسباقات الركوب، والحمل.

  • جمال الكبابيش: يتميز جمل الكبابيش بتنوع ألوانه بين الأشقر، والأصفر والأحمر، والبني الفاتح. كما يتميز بصغر الحجم وقصر القامة. ويعود ذلك لارتياده المراعي في مناخٍ صحراويٍ قاسيٍ، أو شبه صحراويٍ.

أمراض الجمال في السودان

رغم المكانة العظيمة للجمل في السودان إلا أن عدم اتباع التعليمات الصحية والإرشادات الوقائية يعرض هذا الحيوان للإصابة بأمراض خطيرةٍ تؤدي للنفوق في بعض الأحيان. ومن هذه الأمراض:

  • مرض الهيام عند الجمل: هو تسممٌ معويٌ يصب الإبل وينتقل عن طريق قرصة البعوض في المزارع المكشوفة، أو عن طريق حشرة القراد. يؤدي لانتفاخ أجزاءٍ من جسم الجمل، وامتناعه عن الأكل، والشرب حتى الموت.
  • الحمى المالطية عند الجمل: يصيب الجمال التي لا تتلقى التطعيم قبل سن التزاوج. وهو مرضٌ خطيرٌ يؤدي لنفوق الجمال ولا علاج له.
  • مرض الجرب عند الجمل: وهو من أمراض الجمل الطفيلية. يصيب الجمل نتيجة قلة الاهتمام بالنظافة. يؤدي لانسلاخ الجلد ويسبب الحك الشديد. ويعالج بالمضادات الحيوية وإبر الحقن.

اهمال الحكومة لتربية الجمال في السودان

  • لا تحظى تربية الجمال في السودان بالاهتمام من قبل الحكومة. حيث يكابد مربوا الجمال، ويقامون جميع الظروف الطبيعية، وتقلبات المناخ التي تؤثر على صحة الجمل. كما أن الحكومة لا تهتم بتقديم الخدمات الصحية مثل: الأدوية، واللقاحات، والتطعيمات المجانية كما تفعل الدول المجاورة. مما يضطر من أصحابها تحمل تكاليف العلاج واللقاحات ياهظة الثمن.
  • لا توفر حكومة السودان الأعلاف، والأغذية بأسعارٍ مقبولةٍ. لذلك يضطر مربوا الجمال لشراء الأغذية بأسعارٍ غير منطقيةٍ. أو اللجوء للتجوال المستمر بحثًا عن المرعى الخصب.

ختامًا لمقالتنا تربية الجمال في السودان يجب القول لا تزال تعتبر هذه الدولة في المراتب الأولى في تربية الجمل، رغم كل الظروف الاقتصادية التي تعانيها. ويعود ذلك إلى حب الشعب لهذا الحيوان.