إن تربية الأبقار في قطر واحدة من أكثر المشاريع الرائدة والواعدة في المنطقة، فقد دعمت قطر وما تزال هذا النوع من المشاريع في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الألبان ومشتقاتها. دون أن ننسى تركيز الدولة على توفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن من المواطنين القطريين والعرب. لذا إذ كنت في قطر لن تتفاجأ إن رأيت في الصحراء إحدى هذه المزارع. فقطر تصنع المستحيل في هذه المجالات وغيرها.

بداية واعدة وخطى ثابتة في مجال تربية الأبقار في قطر

بدأ عدد من رجال الأعمال في بداية العقد الماضي بالاتجاه لاستيراد الأبقار على وجه الخصوص والماشية عمومًا. كمحاولة لدعم المنتج المحلي وتجربة هذه الأنواع من المشاريع في الدولة، فتأسست عدد من المزارع التي سرعان ما أصبحت من أهم المزارع في مجال تربية الأبقار في قطر وفي المنطقة العربية. حيث عملت هذه المزارع المزودة بأحدث المعدات والتقنيات على تزويد السوق المحلية بمنتجاتها. وبعد ردود الأفعال الإيجابية دعمت قطر هذه المشاريع بشتى الطرق لتحقق في عام 2018 الاكتفاء الذاتي بأيدٍ محلية.

مزارع تربية الأبقار في قطر

  • مزرعة بلدنا: يصل عدد الأبقار في مزرعة بلدنا في عام2017 إلى 8000 بقرة. لتوسع المزرعة عملها وتزيد من الطاقة الإنتاجية فيها وترفع من أجل ذلك عدد الأبقار في المزرعة حتى 24000 بقرة. كما تمتد هذه المزرعة الرائدة والحديثة على مساحة تبلغ 2.4 مليون متر مربع. حيث توجه القائمون على هذه المشروع باتجاه توفير أفضل الظروف البيئية والمناخية للأبقار مهما كانت التكلفة. فالأبقار فيها غير مقيدة أو محتجزة في أماكن ضيقة. بالإضافة إلى اعتماد العاملين هناك على المحالب الحديثة الآلية المزودة بقارئات للأرقام التي تظهر كميات الحليب الذي يُحلب. علاوًة على أن المزرعة ليست مزرعة تقليدية في مجال تربية الأبقار في قطر، فهي تضم مصنع مخصص لإنتاج مشتقات الحليب جميعها من الأجبان والألبان وتعبئة الحليب آليًا. بالإضافة لإنتاج بعض الحلويات مثل المهلبية، و المعجوقة، وحتى حلاوة الجبن.
  • مزرعة داندي: وصلت نسبة تزويد هذه المزرعة بالألبان ومشتقاتها حتى 50% من حاجة السوق القطرية. لكن لا يوجد أي معلومات إعلامية عن هذه المزرعة الرائدة.
  • مزرعة روعة: تشكل نسبة إنتاج هذه المزرعة بصورة عامة 16% من حاجة السوق في قطر.
  • مزرعة المها: بالرغم من أنها من المزارع الصغيرة نسبيًا، إلا أنها تساهم في الإنتاج المحلي للسوق بنسبة 3% من حاجة السوق أيضًا.

واقع الحصار وتربية الأبقار في قطر

لا يمكن أن ننكر أن الخلاف الذي وقع بين قطر وعدد من الدول العربية كان له وقع سلبي على القطريين بشكل خاص. لكن أيضًا ساهم بصورة مباشرة بزيادة الرغبة لدى حكومة قطر في دعم المنتج المحلي وزيادة الإنتاج المحلي. وبدأ ذلك من قطاع المنتجات الغذائية لأهميته وحاجة المواطنين المتزايدة منه. وعلى رأسه الحليب ومشتقاته. حيث دعمت الحكومة جميع المشاريع المحلية الصغيرة وقدمت كافة التسهيلات لمزارع تربية الأبقار في قطر.

وتضمنت التسهيلات استيراد أفضل أنواع الأبقار، واستيراد الآلات اللازمة لحلب الأبقار وتغليف الحليب بطريقة متطورة. بالإضافة لاستقدام الخبراء الأفضل في مجال تصنيع الألبان والأجبان والإشراف على المزارع والحفاظ على سلالات الأبقار بصحة جيدة.
فبعد عامين فقط على الحصار وبعد جهود كبيرة جدًا من المستثمرين ومن الحكومة حققت مع بداية شهر رمضان المبارك في عام 2018 ميلادي الاكتفاء الذاتي. لتبدأ بعدها قطر بتصدير الفائض من الحليب الذي يبلغ 100طن من الحليب الطازج لبلدان أخرى بكل فخر.

السلالات الموجودة في مزارع الأبقار في قطر

يركز مربو الأبقار في قطر على سلالتين رئيسيتين لأسباب عديدة سنعرفها عند معرفة المزيد عن كل سلالة:

أبقار الهولشتاين

سلالة أبقار الهولشتاين أوالهولستين، وهي ذات أصل ألماني، وأضحت هذه السلالة سلالة أساسية في المزارع المخصصة لإنتاج الحليب عالميًا، حيث أنها تتميز بما يلي:

  •  تنتج ما يزيد عن 30 كغ من الحليب الطازج يوميًا.
  • تصل نسبة الدسم في حليب هذا النوع من الأبقار ل 3.75% وهي نسبة جيدة ملائمة صحيًا، فهي أقل من سلالات شهيرة أخرى.
  • تتميز باللون الأبيض أو الأحمر القاتم أو الأسود.
  • يصل وزن العجل ذو الجسم الصحي حتى 45 كغ وأكثر عند الولادة.
  • كما يصل وزن البقرة البالغة من سلالة الهولشتاين حتى 1280 باوند أو 580كغ.
  • تبلغ فترة الحمل لدى هذا النوع تسعة أشهر ونصف الشهر.

سلالة أبقار الفريزيان

تحمل هذه السلالة اسم المنطقة التي نشأت فيها في أوروبا على ضفاف نهر الراين. وتنتشر تربية هذه السلالة فيما يزيد على خمسين دولة حول العالم أبرزهم ألمانيا، وانكلترا، وفرنسا. وتتميز بما يلي:

  •  بنسبة إنتاج الحليب الكبيرة التي تصل للبقرة الواحدة حتى 9000 كغ حليب سنويًا.
  • بغلب على هذه السلالة اللون الأبيض المبقع بألوان الأحمر والأسود.
  • بالإضافة إلى أن رغبة الأغلبية في تربية هذا النوع تعود لقدرتها على التأقلم بسرعة كبيرة مع أي بيئة تتواجد فيها.

لابد لنا في نهاية المطاف أن نعترف بالجهود الجبارة التي بذلتها وتبذلها الحكومة في مجال تربية الأبقار في قطر. والتقدم الكبير التي أحرزته في مجال تربية المواشي عمومًا. والذي أوصلها للاكتفاء الذاتي بعد أن كانت تستورد يوميًا أطنان من الحليب والألبان من دول مجاورة.