يعتبر مشروع تربية الأبقار من المشاريع الناجحة والداعمة للاقتصاد، مما دفع العديد من الدول إلى تبنيها وتقديم كل الدعم اللازم لتطورها وازدهارها، فانتشرت هذه المهنة في مناطق كثيرة من الوطن العربي من أجل تحقيق الأرباح الماديّة من جهة، وتحقيق الاكتفاء الذّاتي من لحمها ومنتجاتها المتعددة من حليب ومشتقّاته من جهة أخرى. مما يساهم في تقليل الحاجة إلى استيراد الأبقار ومنتجاتها من الخارج. وفي مقالنا هذا سوف نسلّط الضوء على أفضل طرق تربية الأبقار الصغيرة، وأهم النصائح والتعليمات في هذا المجال. حيث إنّ صحة الأبقار الصغيرة بعد ولادتها تعتبر العامل الرئيسي المؤثّر في نجاح هذا المشروع.

مواصفات المكان الخاص بتربية الأبقار الصغيرة

من أجل الحفاظ على سلامة الأبقار وراحتها. لابدّ من اختيار مكان تربية يوفّر لها السلامة والراحة وكافة مستلزمات الحياة الصحيّة، ويساهم في وقايتها من العوامل الجوّية والمناخية، ويحميها من هجمات الحيوانات المفترسة.

ومن المفضّل أن يكون المكان في المناطق الريفية القريبة حيث المراعي الطبيعية للأبقار. علاوةً على ذلك يجب مراعاة عدّة أمور وتوفيرها ضمن المسكن الخاص بالأبقار من أجل ضمان الحصول على أفضل الظروف الصحيّة للأبقار الصغيرة.

ومن أهم الأمور الّتي يجب توفيرها هو توفير مساحة مناسبة للمسكن بحيث يعطي المجال المناسب للعناية بنظافتها، والأهم من ذلك كلّه يجب تأمين التهوية الجيّدة ضمن المسكن أو الحظيرة، وذلك عن طريق وضع نوافذ تؤمّن تدفّق الهواء النقي باستمرار.

وكذلك يجب تأمين فسحة خارجية محيطة بمسكن الأبقار، لتخرجها إليه عند توفّر الطقس المناسب، وذلك من أجل تنظيف المسكن من جهة وإعطاء الأبقار المجال لتناول بعض أنواع العشب والتعرّض لأشعة الشّمس الّتي تمد الأبقار ببعض الفيتامينات من جهة أخرى.

ومن المهم جداً بناء السياج سواء كان سياجًا خشبياً أو كهربائيًّا أو أي نوع آخر من الحدود. وذلك في سبيل احاطة منطقة التربية وتأمين مجال مهمّ في الحركة بشكل آمن بعيدًا عن خطر هجمات الحيوانات المفترسة.

استيراد الأبقار الصغيرة

يختار العاملون في مجال تربية الأبقار أفضل سلالاتها للوصول إلى غايات محددة كإنتاج اللحوم الجيدة، أو الحصول على أفضل أنواع الحليب ومشتقّاته. ثم يعملون على تهجين أفضل نسل، حتى يتوصلوا إلى السلالة ذات الصفات المطلوبة.
بالتّأكيد لقد أدّت عملية الاستيراد إلى زيادة في إنتاج الحليب الجيّد ورفع نسبة الدهن. وحسّنت من نوعية اللحم. وتُلقيح الأبقار في العادة عندما تكون في الشهر الخامس عشر من عمرها. وأمّا فترة الحمل لدى الأبقار فتستغرق تسعة أشهر. وتلد البقرة عجلاً واحدًا كل سنة. ويبلغ وزن العجل المولود ما بين 23 كغ و45 كغ. وفي بعض الحالات تلد البقرة توأمًا.

تربية الأبقار الصغيرة

تولد معظم الأبقار الصغيرة (العجول) في فصل الربيع. وتقضي وقتها من لحظة ولادتها حتى نهاية فصل الصيف مع أمهاتها في المراعي المفتوحة أو المسوّرة. ويهدف مربّي الأبقار إلى انتاج بقرة صغيرة واحدة سنويّاً من كل بقرة بالغة. وتبدأ مهمّة العناية بالأبقار قبل ولادتها وتستمر حتى البلوغ وصولًا إلى نهاية حياتها.

حيث يقدم المربي الرعاية اللازمة للبقرة الحامل إلى حين ولادتها، ويعتبر تقديم الغذاء المتكامل والمتوازن عاملًا مهمًا في الحصول على وزن مناسب للأبقار الصغيرة عند الولادة.

وتعتبر مرحلة الولادة أهم مرحلة في مجال تربية الأبقار الصغيرة والعناية بها. وذلك نظرًا للوضع الصّحي الدّقيق للأبقار الصغيرة. والهدف الأهم في هذه المرحلة هو المحافظة على صحّة البّقرة ووقايتها من الأمراض المحتملة من خلال تقديم الغذاء المناسب لها، وتقديم الرّعاية الصّحية اللازمة في سبيل رفع المناعة لدى الأبقار في هذا العمر.

والأهم من ذلك كلّه يجب مراعاة نظافة مكان الولادة، مع فرش التبن في الأرضيّة. وفي اللحظات الأولى بعد الولادة يجب القيام ببعض الاجراءات الهامة ومنها:

  •  إزالة كل الأغلفة المشيميّة الّتي من المحتمل وجودها على أنف وفم المولود.
  • لابدّ من تنشيف المولود بشكل جيدّ.
  • والأهم من ذلك كلّه، يجب وضع المولود أمام أمه لتقوم بلحسه والتحسّس على جسمه بغية التّعرف عليه.

تغذية الأبقار الصّغيرة

تعتبر التغذية هي العامل الأول المسؤول عن نمو الأبقار الصغيرة (العجول). ومن الواجب الاهتمام في هذا الجانب منذ اليوم الأول للولادة، من أجل ضمان الحفاظ على معدّل النمو اليومي السّريع للأبقار. ويمكننا تمييز مرحلتين من مراحل تغذية الأبقار الصغيرة وهما:

تغذية الأبقار الصغيرة خلال الأيام الأولى بعد الولادة

يجب العمل على تسهيل أول عمليّة رضاعة للبقرة بعد الولادة مباشرة، وتكون رضاعة الحليب من الأم مباشرةً. حيث إنّ العجل حديث الولادة يبدأ بالتّغذي على الحليب خلال أول ساعتين من عمره. ويقوم بتكرار عملية الرضاعة بما يقارب أربع مرّات خلال أول يوم من ولادته. ويسمّى الحليب الّذي تنتجه الأم بعد الولادة بالسرسوب. وترجع أهميّته إلى أنّ العجل عند ولادته لا يملك في دمه أيّة أجسام مضادّة للأمراض والفيروسات، وعند تغذيته على السرسوب فإنه يكتسب بعضًا من هذه المضادات على اعتبار أنّ السرسوب مادة غنيّة بالأجسام المناعية والمضادة للفيروسات. بالإضافة إلى ذلك يحتوي السرسوب على نسب عالية من البروتينات، والفيتامينات، والأملاح المعدنية، والدهون.

تغذية الأبقار خلال فترة الرضاعة

في هذه الفترة يتلقى العجل كلّ احتياجاته الغذائيّة من الحليب، ومن المفضّل تغذية الأبقار الصغيرة بحليب الأم عوض الاستعانة بالحليب الصناعي الذي يؤثر سلبًا على صحتها. وتستمر فترة الرضاعة حتى وصول الأبقار الصغيرة إلى مرحلة التّغذية على العلائقـ والأعلاف المصنّعة الّتي تساهم في تحسين صحتها ونوعها. وهي مرحلة مهمّة من مراحل تربية الأبقار الصغيرة.

نصائح من أجل تربية الأبقار الصغيرة

  • قبل كل شيء يجب تخفيض الولادات النافقة والابتعاد عن التدخل الخاطئ عند الولادة.
  • الاهتمام بالرّضاعة الطبيعية، وتفضيلها على الصناعية، وضرورة تغذية العجل على السرسوب كشرط أساسي.
  • بالإضافة إلى أنّه يجب القيام بتحصينها ضد الأمراض، وتقديم الرعاية الصحيّة المناسبة، والمنتظمة، مما يؤثر ايجابيًا على صحة الأبقار، ويسهم في نموّها بشكل سليم.
  • علاوةً على ذلك يجب الاهتمام بالتلقيح لإنتاج صفات وراثية، وتحسين النّسل للأفضل.
  • الرعاية الجيدة للأبقار الصغيرة، سواء في مكان المعيشة أو المراعي، بالإضافة إلى ذلك التدخل بالعلاج عند ظهور أي عارض مرضي.
  • توفير التغذية الصحية والمياه النقيّة الخالية من التلوث.
  • يجب متابعة مراحل نمو الأبقار وفقًا للعمر والوزن والحالة الصحيّة. من أجل تقييم الوضع العام، مما يساهم باعطائهم فرصةً لتحقيق معدل نمو جيد.

وفي الختام، نلاحظ بأنّ مشروع تربية الأبقار من المشاريع الّتي تتطلب درايةً كبيرة بكلّ جوانبه من أجل الحصول على أفضل النتائج. ولابدّ من العناية بالأبقار منذ لحظة ولادتها حتى بلوغها. من أجل تحقيق الفائدة المرجوّة من هذا المشروع. مع مراعاة اتّباع أفضل الطّرق في سبيل الحصول على أبقار ذات انتاجيّة عالية من اللحم أو الحليب.