اليانسون في سورية 

اشتهرت سورية بكثير من الزراعات التي دعمت اقتصادها، ودخلت في الكثير من صادراتها، كزراعة الزيتون والحمضيات، وغيرها من الزراعات التي تطورت بتطور الفكري التجاري للمزارع من جهة، والتاجر من جهة أخرى، فلم تقتصر الزراعات على الأشجار فقط، بل امتدت لتشمل أنواعًا عديدة من النباتات كالكمون، والكزبرة، واليانسون، التي أدخلت سورية تجارة التوابل، وجعلتها من المنافسين في السوق العالمية، وفي هذا المقال سنطلعك على أحد أنواع هذه النباتات، ألا وهو اليانسون. 

اليانسون: 

يعتبر اليانسون أحد أنواع النباتات التي تنمي إلى الفصيلة الخيمية، التي تضم إضافةً إليه عدد من النباتات الأخرى كالجزر والبقدونس والكرفس، ويُعرف اليانسون باسم شائع ألا وهو “الكمون الحلو”، واسم علمي ” Pimpinella Anisum “، وهو مصطلح لاتيني يعني ذات الجناحين، ويمتاز بساق طويلة تصل إلى 50 سم تقريبًا، مع أوراق وجذور تصلح للأكل، إلا أن بذوره هي الجزء الأكثر استهلاكًا منه. 

 كما يتمتع اليانسون بنكهة لذيذة، ورائحة جميلة، ويستخدم في الطهو والأغراض طبية، مما أكسبه شعبية لا يستهان بها في بلدان عديدة. 

ومن الجدير بالذكر يجب أن تُقطف ثمار اليانسون عندما يتغير لونها من اللون الأخضر إلى اللون الرمادي، ويوجد في الأسواق، إما كبذور مطحونة أو بذور كاملة أو كزيوت أو حتى مستخلصات. 

كما يوجد لليانسون أنواع عدة، تختلف باختلاف البلد المنشأ له، فهناك الينسون الإيطالي، الذي يتميز بجودّة بذوره، واليانسون الإسباني ذو البذور صغيرة الحجم التي تحوي ما يقارب 3% من الزيوت الطيارة، واليانسون الروسي الذي يحوي بذورًا أصغر من بذور اليانسون الإسباني،  ويحوي زيوتًا طيارة أقل منه، والينسون الألماني ذو البذور كبيرة الحجم التي تحوي نسبة عالية من البذور الطيارة. 

اليانسون في سورية: 

 
تعد كل من بلاد الشام ومصر الموطن الأصلي لنبات اليانسون، كما أنه يزرع في وسط جنوب شرق أوروبا، بالإضافة إلى دول شرق آسيا، ومراكش، وتونس، والهند، والصين، والمكسيك، وتشيلي، وينمو بشكل قليل في أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية. 

 وكانت سوريا إحدى تلك البلدان التي اهتمت بزراعة اليانسون، وبدأت بها منذ زمن قديم، حيث بلغت المساحات المزروعة به خلال عام 2001 ما يقارب 22 هكتارًا، اعتمدت على الزراعة بعليًا، بينما بلغت المساحات المزروعة سقيًا حوالي 1361 هكتارًا، وفقًا لإحصائيات تابعة لوزارة الزراعة، والإصلاح الزراعي. 

 ويعد ريف القدموس التابع لمحافظة طرطوس السورية من أكثر المناطق زراعة له، وخاصة في قرية “شمسين” التي

اعتبرت اليانسون من المحاصيل المهمة التي تملك دورًا هامًا في تحسين الواقع المعيشي في المنطقة، حيث اهتم

المزارعين بهذه الزراعة التراثية، وقدموا مختلف أنواع الرعاية، باعتباره محصولًا استراتيجيًا، يعود عليهم بفوائد

ربحية مرضية، حيث لا تكاد تخلو أسرة في هذه القرية من زراعة اليانسون. 

 فقد احتل كل من اليانسون والكمون والكزبرة المرتبة الأولى من حيث أكثر المواد تصديراً، بقيمة وصلت إلى

ما يقارب /46/ مليون يورو، وبنسبة حوالي /23%/ من إجمالي المواد السورية المصدرة، وذلك وفق تقرير سنوي

صادر عن وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية خلال عام 2017م. 

 الخصائص البيئة لزراعة اليانسون: 

 يعتبر اليانسون من النباتات الشتوية التي تحتاج إلى الأجواء المعتدلة المائلة للبرودة إلى حد ما، حيث لا تناسبه

درجات الرطوبة المرتفعة، مع العلم أن الوقت الحرج للحرارة تكون مع بداية الإزهار، وتستمر حتى مرحلة النضج. 

كما تحتاج زراعة اليانسون إلى أراض خصبة جيدة التهوية، وتحوي كميات كبيرة من المواد العضوية، فيكون

محصوله وفيرًا عندما يزرع مرويًا في الأراضي الصفراء، وبعلًا في الأراضي الحمراء. 

 كما تختلف مواعيد زراعته باختلاف مناخ كل منطقة ودرجات الحرارة السائدة فيها، حيث أنه يزرع في المناطق

المعتدلة في شهري تشرين الأول والثاني، بينما في المناطق الباردة فيزرع خلال الفترة الممتدة من منتصف شهر

شباط وحتى نهاية آذار، أما بالنسبة لسورية فيزرع اليانسون منذ بداية شهر شباط. 

فوائد اليانسون: 

يعتبر اليانسون من الأعشاب المشهورة المستخدمة منذ القديم، لما له من فوائد عديدة مهمة لصحة الإنسان، ومساعدة

في معالجة الكثير من المشاكل الطبية، ومن هذه الفوائد سنذكر ما يلي:  

يحتوي اليانسون على العديد من المواد الغذائية، بما فيها من الحديد المهم في بناء الكريات الحمر، ومضادات الأكسدة

الضرورية في عمليات التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى العديد من العناصر المهمة الأخرى،

كالكالسيوم، والمغنزيوم والبوتاسيوم، والدهون، والألياف، والبروتينات. 

يستخدم اليانسون في علاج الاكتئاب. 

يساعد في التخلص من قرحة المدة، وما يرافقها من غثيان، وحموضة، وعسر هضم. 

يعمل اليانسون كمضاد التهاب، حيث يمنع نمو البكتريا والفطريات. 

يستعمل لتقليل أعراض الطمث، لأنه يؤثر على هرمون الإستروجين. 

يستعمل اليانسون لتخلص من روائح الفم، حيث أنه يقضي على البكتريا المسببة لها. 

يستخدم اليانسون في معالجة حالات الأرق والقلق. 

يعزز الرضاعة عند الأمهات، بسبب احتوائه على العديد من المركبات المفيدة لذلك. 

يملك قدرات على معالجة حب الشباب، وبعض مشاكل البشرة الأخرى. 

وبعد الاطلاع الكامل على أهمية اليانسون، لا بد من تعزيز وجوده في السوق المحلية، بهدف الوصل إلى العالمية

بشكل أوسع وأسرع، لما له من فوائد جمة، تجعله قادرًا على تحقيق أرباح مرضية في المجالات الزراعية، والتجارية

والصناعات الدوائية.