الكمون في سورية 

الكمون: 

يعرف الكمون باسمه العلمي (Cuminum cyminum L)، وهو نبات عشبي ينتمي إلى فصيلة الخيميات، التي يصل طولها عادة إلى 30 سم، مع أورق طويلة، وأزهار صغير بلون أبيض، ُيزرع عادةً في دول البحر المتوسط والصين والهند، وله فوائد عديدة، حيث أنه يستخدم للطهي، باعتباره أحد أنواع التوابل التي تستخدم في مسحوق الفلفل الحار، والكاري، كما يمكن استخراج زيتًا من بذوره، ُيستخدم لإضافة نكهات للحلويات، ويستعمل في صناعة الكريمات والعطور. 

زراعة الكمون في سورية: 

تعتبر زراعة الكمون من الزراعات القديمة في سوريا، إلا أنها قبل عام 1988م، كانت مقتصرة على مساحات صغيرة وكميات قليلة، بهدف تغطية الاستهلاك المحلي فقط، وكانت بدايتها في مدن حمص، وإدلب، وحماة، ثم استمرت هذه الزراعة في التوسع والانتشار منذ عام 2000، وازدادت تطورًا خلال عام 2005م، بسبب دخول منطقة الجزيرة السورية في هذه الزراعة، بعد أن كان اعتمادها على زراعة العدس والشعير بشكل تقليدي ذو إنتاج قليل، ومردود ضعيف. 

حيث ساعدت تربتها الخام التي لم تزرع بالكمون من قبل على حصد نتائج مرضية، عادت بفوائد ربحية كثيرة على المزارعين هناك، حيث كانت زراعته في أراض بكر لم تزرع قبلًا من أهم عوامل نجاحه، فوصل انتاجه في تلك الفترة إلى 2 طن لكل هكتار من الأرض، وتشكل هذه الكمية محصولًا كبيرًا لا يستهان به، مما انعكس بشكل إيجابي على تجارة الكمون في سورية ككل. 

كما انتشرت زراعة الكمون في منطقة “المطخ” الواقعة إلى شرق محافظة إدلب، بالإضافة إلى عدد من المناطق في البادية السورية، وحماه، وحمص، وحلب، حيث ذكر موقع “دليلك نيوز” في أحد تقاريره، أن مدينة حلب تملك نسبة 54% من نسبة المساحات المزروعة بالكمون، تليها محافظة إدلب بـ 23% من المساحات على مستوى سوريا. 

  كما تحكمت الظروف المناخية، ونسب هطول الأمطار بنجاح محاصيل الكمون في سوريا أو فشلها، مما أدى إلى اختلاف وفرة المحاصيل، ولا سيما أنها من الزراعات البعلية المعتمدة على مياه الأمطار. 

ومن الجدير بالذكر أن تقييم الكمون يعتمد على حجمه ولونه وزيوته العطرية الموجودة فيه، حيث يشتهر الكمون المزروع في عين العرب بجودة لونه، وكبر حجم حبته، مما يجعله مناسبًا للطعام والموائد، بينما يشتهر الكمون الذي يُزرع بمناطق حمص بجودة الزيوت العطرية. 

تجارة الكون في سورية: 

بدأت تجارة الكمون في سورية خلال عام 1990م، وتطورت هذه التجارة مع تطور زراعته، وإنتاج كميات ضخمة

منه، حيث تناسبت هذه التجارة بشكل طردي مع زيادة محاصيله، وتحولت من تجارة بسيطة، تقتصر على الاستهلاك

المنزلي، إلى تجارة ضخمة، دخلت السوق العالمية. 

كما تطلبت هذه التجارة وجود مكاتب لتجارة الكمون، يلتقي فيها التجار مع أصحاب المحاصيل، والتجار المحليين مع

التجار الأكبر، لعقد الصفقات الخاصة بالبيع والشراء التي تتغير نشاطاتها مع تقلبات السوق، كما يمكن مراقبة أسعار

الكمون العالمية من خلال هذه المكاتب. 

ومن الجدير بالذكر أن معظم الإنتاج العالمي من الكمون يعود إلى كل من الهند والباكستان، بالإضافة إلى دول شرق

الأوسط بما فيها من سورية وإيران وتركيا، ولكن يتميز الكمون السوري بنوعيته الجيدة التي تجعله مطلوبًا بشكل كبير

في الأسواق العالمية، مما أدى إلى تضاعف صادرات الكمون السوري، حيث وصلت صادراته خلال عام 2004 م

ألي 31128 طنًا، بعد أن كانت 13855 طنًا خلال سنة 1999م.

 فكل المعطيات تدل على وجود إمكانيات سورية كبيرة لتصدير الكمون، حيث بلغ عدد الدول المستوردة له أكثر من 50 دولةً، كانت الدول العربية وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية من أكثر الدول استرادً للكمون السوري، بالإضافة إلى مصر والمغرب، كما لا يمكن نسيان  البرازيل، والولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا. 

فوائد الكمون: 

يعتبر الكمون من التوابل التي تمتاز بمذاقها الخاص، حيث أنه يعطي نكهة مميزة للطعام، بالإضافة إلى احتوائه على

كميات كبيرة من العناصر الغذائية المفيدة للصحة، بما فيها من معادن، وفيتامينات، ومضادات أكسدة، مما جعل

للكمون الكثير من الفوائد التي تتجلى فيما يلي: 

  • مفيد لمرض السكري، حيث يعمل على سيطرة نسبة السكر في الدم. 
  • علاج مشاكل المعدة، كعسر الهضم، والامساك، حيث أنه يعزز افراز الأنزيمات الهاضمة. 
  • علاج آلام البطن والمغص، بالإضافة إلى الآلام التي ترافق الدورة الشهرية. 
  • يستخدم كمضادات التهاب. 
  • يساعد في التخلص من سموم الجسم. 
  • يتحكم بمستويات الكوليسترول، ونسبة الدهون في الدم. 
  • ينشط عمل الجهاز العصبي المركزي، ويعزز الذاكرة. 

كما أن له العديد من الفوائد الخاصة بمشاكل الشعر والبشرة، حيث يملك الكثير من الفيتامينات، التي تقلل من علامات

التقدم في العمر، وظهور التجاعيد والترهلات، كما أنه يساعد على نمو الشعر، من خلال تعزيز بصيلات الشعر،

والتخلص من قشرة والحكة.