العدس في سوريا

تعتبر سورية بلدًا زراعيًا بامتياز، حيث تشكل المنتجات الزراعية حوالي 17،6% من الإنتاج المحلي، إذ تبلغ مساحات الأراضي الزراعية ما يقارب 18،5 مليون هكتار، ويعمل في القطاع الزراعي حوالي 17% من إجمالي القوة العاملة السورية، فقد ساعدت خصوبة الأراضي، والجو المعتدل، ووفرة الموارد المائية، في ازدهار هذه الزرعة، ولعل من أكثر الزراعات السورية تميزًا هي زراعة البقوليات، بما فيها من عدس وحمص وفول وغيرها، وفي مقالنا هذا سوف نخص بالذكر زراعة العدس.

العدس:

يحمل العدس اسمًا علميًا (Lens culinaris)، ويعتبر واحدًا من أشهر البقوليات في العالم، وهو نبات حوليًا أي يعيش موسمًا زراعيًا واحدًا، ويتميز بساق رفيعة متفرعة، تنمو على جانبيها أوراق ذات شكل بيضوي، يتراوح عددها بين 4 و7 ورقات، كما أن أزهاره صغيرة الحجم، وتملك عدّة ألوان تتمثل بالأزرق، والأبيض، والوردي، وتنمو بذوره داخل قرون تحمل شكلًا معينًا، ويتباين حجمه بين 2 ملم و9 ملم، وعادةً يستخدم العدس في الطهي، ويدخل في صنع العديد من الأطباق كالشوربة.

أنواع العدس:

يمتلك نبات العدس أنواعًا عدة، يمكن تصنيفها كالتالي:

  • عدس الأخضر: وهو من الأنواع الأكثر وفرةً، يتميز بلون متدرج بين البني والبني الفاتح، وطعمه اللاذع.
  • العدس البني: يكون هذا النوع بحجم صغير وشكل مستدير، مع لون بني داكن، وعادة يستخدم في صنع شوربة العدس.
  • عدس الأسود: يتميز هذا النوع بقوامه الصلب، وعادةً يُستخدم في صنع السلطات.
  • العدس الأحمر: وهو من الأنواع صغيرة الحجم، وذات لون أحمر يشبه لون سمك السلمون، يُعدُّ فقيراً بالألياف مقارنةً مع باقي أنواع العدس الأخرى، ولكنه يتميز بسهولة طهيه وسرعة نضجه، كما أنه يُستخدم في موائد كل من الشرق الأوسط، والهند، بالإضافة إلى دول البحر الأبيض المتوسّط.
  • عدس الأصفر: يشبه هذا النوع العدس الأحمر من حيث صغر حجمه وشكله المستدير، ويُستخدم عادةً في تحضير أطباق عدة كالحساء، والكاري الهندي.
  • العدس الأخضر الداكن: الذي يعرف أيضًا باسم العدس الفرنسي، ويتميز بمذاقه الذي يشبه مذاق الجوز، لذلك يستخدم في تحضير عدة أنواع من السلطات، ومن الجدير بالذكر أنه يُزرع بكثرة في أستراليا.

العدس الأبيض: هو ذاته العدس الأسود، ولكنه مقشور. 
 
زراعة العدس في سوريا:

يعد العدس من النباتات واسعة الانتشار، حيث ينمو في دول كثيرة مثل أوروبا، وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى آسيا، إذ

أنه يزرع في المناطق المعتدلة صيفًا، وفي المناطق شبه الاستوائية شتاءً.

وسوريا إحدى البلدان التي اهتمت بزراعته، فأصبحت محاصيله من أهم المحاصيل الزراعية، باعتبار العدس من البقوليات التي تحمل مواصفات بيولوجية وغذائية واقتصادية هامة، حيث أشارت إحصائيات المنظمة العربية للتنمية الزراعية أن سورية تحتل المرتبة الأولى عربيًا في زراعة العدس، إذ بلغت مساحات الأراضي السورية المزروعة به حوالي 150 ألف هكتار، مقابل 213 ألف هكتارًا من مجمل الأراضي العربية المزروعة بالعدس، أي أن سورية تملك نسبة 70% من هذه المساحات.

حيث تنشر زراعة العدس في الكثير من المحافظات السورية، ولكنهها تتركز بشكل رئيسي في إدلب وحلب والحسكة،

إذ تشكل مساحة الأراضي المزروع بالعدس في تلك المحافظات ما يقارب 92% من المساحة السورية، ومن الجدير

بالذكر أن العدس يزرع في ترب فقيرة، ويتميز بعدم تأثره الشديد بالظروف البيئية المتغيرة، كما أن محصوله

السوري يغطي احتياجات السوق المحلية، ويشكل فائضًا لا يستهان به للتصدير.

فوائد العدس:

يعد العدس من الأطعمة الصحية، لما يحتويه من عناصر غذائية مهمة، كالألياف والبروتينات، والمعادن، والفيتامينات

المختلفة، مما جعل له فوائد عظيمة، تتجلى فيما يلي:

يعزز صحة القلب، حيث يعمل على رفع نسبة الكوليسترول الجيد في الدم ، ويخفف من نسبة الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، كما يقلل البروتين الموجود فيه من ضغط الدم.

خفض احتمالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بسبب غناه بالألياف النباتية.

يخفف من خطر الإصابة بسرطان الجلد، بسبب غناه بالمركبات الفينولية.

يخفف من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

يعتبر غذاءً هامًا للأطفال والرضع، لما يحتويه من عناصر غذائية، وينصح بتقديمه للأطفال بعمر من 8 إلى 10

أشهر، ولكن لا يجب الإكثار منه، لأنه يسبب انتفاخًا مزعجًا في البطن.

يشكل العدس إضافة غذائية جيدة للنظام الغذائي الخاص بالحوامل.

يعتبر العدس من الأغذية المفيدة لمرض السكري، لأنه ينشط إفراز الأنسولين في الجسم.