السرد القصصي للتسويق .. نظراً للازدحام الذي تشهده الأسواق العالمية من حيث السلع، والبضائع، والخدمات التب أصبحت جميعها متشابهة إلى حدٍ كبيرٍ، أصبحت أهمية التسويق أكبر بكثيرٍ من ذي قبل؛ لأنّ تحقيق الأهداف ونجاح أي عملٍ، بغض النظر عن نوعه، أصبح مرتبطًا ارتباطًا كبيراً بنجاح تسويقه. وإنّ إهمال هذه الجانب سيؤدي إلى تدني جودة العمل، حيثُ أنّ التسويق هو الأداة الرئيسية والجوهرية لتحقيق كافة الأهداف سواء كان على المدى القريب أو البعيد، ومضاعفة الأرباح بشكلٍ كبير.

مفهوم التسويق

يُعتبر التسويق أحد الفنون الفريدة من نوعها، فهو فن طريقة عرض البضائع، والمنتجات، والخدمات الأخرى بطريقةٍ تُبرز أهمية هذه المنتج. وفي الوقت نفسه جذب انتباه الزبائن والمستهلكين وجلبهم إلى القطاع الاقتصادي وإبراز ضرورة الحصول على منتج أو خدمةٍ معينة. وهذه العملية تُمثّل أهمية السوق، الذي يُعتبر بحد ذاته علمًا، لكونه مجموعة من الأنشطة والعمليات التي تحتاج إلى دراسةٍ وفهمٍ عميقين. ويُعتبر التسويق من المعادلات الصعبة في السوق، وذلك لكون أحد اهم أهدافه هو الفوز بالمسابقة التنافسية واكتساب الميزة سواء كان على المستوى المحلي، أو الدولي، أو الإقليمي، أو العالمي.

مفهوم السرد القصصي للتسويق Storytelling

بعد التطور الكبير وإبداء الجهات الإدارية والمعنية اهتمامًا كبيرًا للتسويق تعددت أنواعه وأساليبه، ومن أبرز الأساليب المُتبعة في التسويق هو السرد القصصي؛ والذي هو من أحد أهم وأنجح الأساليب السائدة في التسويق، كما أنّه مُستخدم في العلاقات العامّة وصناعة المحتوى الذي ظهر في الآونة الأخيرة. والسرد القصصي هو عبارة عن فن يتبع فيه المسوّق طريقة الدمج ما بين المعلومات المتوافرة والحقائق الخاصة بالمنتج أو العمل وفن سرد القصص كمحاولة لإيصال أهمية العمل وضرورته للعميل. وتكون القصص المُستخدمة في هذه العملية واقعية، وعلى الرغم من أنّ معظمها خيالية إلّا انّها كافية لجذب انتباه العملاء مهما كانت أعمارهم ومهما كان المنتج أو العمل المُراد التسويق له. وقد أقبل الكثير، وبشكلٍ خاص، صُنّاع المحتوى على هذا النوع من التسويق سواء كان عبر مقاطع فيديو، أو حتّى عروضٍ تقديمية. ولكن لماذا هذا الإقبال الشديد؟

أسباب الإقبال الشديد على السرد القصصي للتسويق

  • بناء ثقافة العميل وتوعيته بالعلامة التجارية: إذ إن القصة التي سوف يسردها المُسوق سوف تعرض شيء عن ثقافة الشركة المُراد التسويق لها، وتُظهر شخصية الشركة، والهدف من ورائها، وتظهر السبب الحقيقي وراء وجود النشاط التجاري المتعلق بالشركة.
  • قدرة القصص على الإقناع: القصص هي أفضل أسلوب لإقناع المُستمع وجذب انتباههم، فعندما نستمع قصة فإن الدماغ سوف يسلط الضوء ويصب جميع انتباهنا على هذه القصة، وبذلك فإنّ الزبون لا إراديًا سوف يقتنع بالقصة وسيكون السرد القصصي هو السبب وراء إقناع العميل أو الزبون بشراء المُنتج. وكما قال ستيف جوبز “إنّ أوى شخص في هذا العالم هو راوي القصص، فهو يصنع رؤية وجدول وأعمال جيل قادم”.
  • التحفيز والإلهام: لأن السرد القصصي الناجح يُستخدم فيه عواطف مؤثرة وبذلك تُحفز المسوقين وتلهمهم؛ وبذلك يُضفي هذا الأسلوب طابع إنساني وأثرًا جميلًا على منتجاتها الأمر الذي يؤدي حتمًا إلى نجاح تسويقها. وهناك بعض الشركات التي تستخدم القصص الواقعية لمؤسسيها وأصحابها، وهذا الأمر يُلهم ولُحفز أصحاب ومؤسسي الشركات الأخرى.
  • نجاح العلاقات مع العملاء: كما ذكرنا سابقًا فإن السرد القصصي يُحفز المشاعر، وذلك بطبيعة الحال سوف يؤدي إلى تقوية العلاقة ما بين الشركات وعملائها، وتُصبح العلاقة فيما بينهم أكثر من كونها علاقة تجارية، وتقوي إيمان العملاء بالنشاط التجاري والأثر الذي يتركه في حياتهم بشكلٍ عام والسوق بشكلٍ خاص. وهذا الأمر ينجح أكثر عند كون القصص المستخدمة في السرد واقعية.
  • تبسيط المفاهيم المعقدة التي يصعب على الزبون فهمها: فعند تقديم المعلومة على شكل سردٍ قصصي فهي تساعد على ترسيخ الأمور التي تكون مجردة وغير مُبهمة بالنسبة للزبون، وذلك عن طريق الربط ما بين الأمور الغامضة والمجردة بما يُقابلها من مفاهيم ملموسة.

صفات القصص الناجحة

كون القصة المُستخدمة في السرد القصصي للتسويق واقعية أو قريبة من الواقعية هو أكثر الأمور التي تُساعد في كونها ناجحة، وساعد في إيصال أهداف الشركة أو العمل لزبائن والعملاء. وإلى جانب ذلك هناك العديد من الأمور التي يجب أن تتواجد في القصة لجعلها ناجحة ومؤثرة، ومن هذه العوامل أن تكون القصة ذات هدف تثقيفي تُضيف الكثير من المعلومات للعميل وتثير حماسه وفضوله، كما يجب ان تكون القصة تجذب العميل وتسليه وألّا تكون باهتة ومملة، ومن الضروري أن تحمل طابعًا عالميًا ومنظمًا تناسب جميع المجتمعات حول العالم. والأمور الأساسية الثلاث التي يجب التركيز عليها هي: الشخصيات، وذروة القصة أو المشكلة، والحل.

أهم طرق سرد القصص

القصة المكتوبة وهي التي تكون في الكتب والمجلات أو المقالات كما أنّها قد تكون مرفقة ببعض الصور. أما النوع الثاني فهو القصص السردية أو المحكية التي يقوم فيها المعني بإلقاء قصته وسردها إمّا ضمن عرض حي أو تلفازي أو على المسرح. والنوع الثالث هو القصة الرقمية التي تكون عبر فيديو حي، أو رسوم متحركة، أو ألعاب وهذا النوع من القصص على الرغم من كونه الأكثر تكلفة إلّا أنّه الأكثر شيوعًا وفاعليةً.