على الأرجح قد سمعت عن التسويق الهرمي أو الشبكي. أي لا بدّ أن أحد أصدقائك أو معارفك هرع إليك بحماس وسعادة قائلاً: “لقد وجدت عملاً يدرّ عليّ مبالغ طائلة في زمن قصير، حيث يجني صديقي الذي بدأ العمل في هذا المجال منذ سنة واحدة فقط ما يزيد عن 3 آلاف دولار شهرياً، وصديقي الآخر الذي بدأ العمل منذ 3 سنين أصبح اليوم يجني 5 آلاف دولار!”. ويستطرد صديقك الكلام ويقول أنك يريد لك الخير وأنك شريح نجاحه وستحقّقان أحلامكما معاً وما إلى ذلك من المغريات. بطبيعة الحال ستسأله:”ما هو هذا العمل؟” سيجيبك هو: “التسويق الشبكي!”
ولا يخفى عن أحدنا أن هذه الموضوعات أصبحت قيد التداول مؤخراً، وذلك نظرًا للاهتمام الكبير في عملية التسويق بشكل عام، وعملية التجارة الإلكترونية خاصةً.

لذا سنخصص مقالنا اليوم لاستعراض تعريف التسويق الهرمي، وتعريف التسويق الشبكي، والفرق بينهما، وبداية ظهور هذه المفاهيم.

بداية ظهور التسويق الشبكي

بدأت فكرة التسويق الشبكي كما نعرفها حالياً في أربعينيات القرن الماضي، وعلى وجه التحديد عام 1945 من قبل شركة نيوتريلات (Nutrilite). حيث تأسس شركة نيوتريلات عام 1934 وكانت تختص ببيع المعادن والفيتامينات والمكملات الغذائية، وغيرها من المواد ذات الصلة.

بدأت فكرة التسويق الشبكي حينما استرعى انتباه الشركة أن الكثير من العملاء جاؤوا عن طريق معارف وأقارب وأصدقاء موظفي الشركة، وذلك بفضل شرحهم لمزايا وفوائد المنتجات. وعندها ظهرت عند مدراء مبيعات الشركة فكرة التسويق متعدد المستويات وهو نواة ما يعرف اليوم باسم “التسويق الشبكي”. لكنها كانت بداية خجولة ولا يعتبرها العديد من الأشخاص الانطلاقة الحقيقيّة.

حيث أن الانطلاقة الكبيرة والحقيقيّة وما يعبتره البعض: “أوّل ظهور للتسويق الشبكي” طامن عام 1959. حيث بدأت حينما أعلنت شركة أمواي (Amway) البداية الحقيقيّة لعصر التسويق الشبكي في العالم الأجمع. ويجدر بالذكر أن هذه البداية كانت على يد اثنين من أقوى مسوّقي شركة نيوتريلات (Nutrilite).

التسويق الشبكي والهرمي تعريف كامل

يتألّف المصطلح “التسويق الشبكي” من كلمتين، الأولى هي “التسويق” والثانية “الشبكة”، ولكي نفهم المصطلح جيّداً سنشرح كلّ كلمة على حدى.

في الواقع، لا يمكننا أن نقدّم تعريفًا واحدًا للتسويق، لما له من تعريفات كثيرة ومتعددة حسب الغرض منه. لكن أحد التعريفات المعتمدة هي تلك التي قدّمته “الجمعية الأمريكية للتسويق” :

التسويق هو مجموعة الأنشطة والعمليات التي تقوم بها مؤسسة ما من أجل التواصل وتوزيع وتبادل وتوفير ما يخدم العملاء والزبائن والشركاء على مختلف النطاقات سواء في المجتمعات الصغيرة أو الكبيرة.

أي باختصار يمكننا القول إن التسويق هو عمليّة متكاملة تستخدم استراتيجيات من أجل الترويج لسلعة أو خدمة ما.

أمّا عن الشبكة في التسويق: هي سلسلة من الأفراد الذين يسوّقون لسلعة أو منتج أو خدمة بأسلوب منظّم ومرتّب. وتحوي الشبكة التسويقية عدة مستويات.

لذا، يمكننا أن نخلص إلى تعريف التسويق الشبكي: هو بيع مباشر بهدف وصول خدمة أو منتج أو سلعة الشركة إلى المشترين. بكلمات أخرى: يشتري مَن يرغب بالتوزيع أو المشاركة في التسويق الهرمي منتج الشركة، ومن ثم يسوّق له بنفسه ويحصل على عمولة من بيعه للمنتج بالإضافة إلى عمولة على بيع من اشتري منه. وتختلف القواعد والضوابط التي تحكم هذه العمليّة من شركة إلى أخرى.

تعريف التسويق الهرمي

التسويق الهرمي أو مشروع الاحتيال الهرمي: هو من أكثر القضايا المثيرة للجدل فى مجال التسويق، وأكثرها انتشاراً على الرغم من أنها ليست إلا مشروع احتيال غير قانوني.  يمكننا تعريف التسويق الهرمي على أنّه نموذج عمل غير مستقرّ، والمستفيد الأكبر منه هو الشخص الذي يكون على رأس الهرم.

ويُجدر بالذكر أنّ التسويق الهرمي ممنوع في الدول التي تضبط نشاطاتها الاقتصاديّة والسياسيّة وتعتبرها نوعاً من أنواع الغشّ والاحتيال. وذلك لأن الربح مبني على خسارة الآخرين، حيث يخسر العدد الأكبر من المشاركين وتكون أرباح الموجودين في قمّة الهرم على حساب الموجودين في المستويات الأدنى.

الفرق بين التسويق الشبكي والتسويق الهرمي

إليك أهم الفروق بين التسويق الشبكي والتسويق الهرمي:

  • القبول: يُعدّ التسويق الشبكي مقبول دولياً وموثق في الأمم المتحدة. أمّا التسويق الهرمي فهو ممنوع في كثير من الدول وغير معترف به.
  • الربح: في التسويق الشبكي يوجد معاملة ربح ثابتة لا تعتمد إلّا على ما يبيعه الفرد. أمّا في التسويق الهرمي فيجب أن تضمّ عدداً معيّناً من الأشخاص لكي تصل إلى الأرباح.
  • معلومات الشركة: في التسويق الشبكي تكون معلومات الشركة واضحة لدى الجميع. أمّا في التسويق الهرمي تكون معلومات الشركة غامضة.
  • المنتج: في التسويق الشبكي يوجد خدمة أو سلعة واضحة ومعروفة. أمّا في التسويق الهرمي لا يوجد سلعة واضحة.