تعد تكلفة تربية الإبل قليلة فهي حيوانات صحراوية تتحمل العطش والتعب، كما أن لحومها منخفضة الثمن بالمقارنة مع اللحوم الحمراء الأخرى. ولكن قد تعاني الإبل من بعض الأمراض البكتيرية أو الفيروسية التي تؤثر عليها وتؤدي إلى وفاتها أحيانًا، على سبيل المثال مرض اعتلال الإبل الدماغي الإسفنجي.

يُصنف مرض اعتلال الإبل الدماغي الإسفنجي ضمن الأمراض البكتيرية. فما هو هذا المرض؟ وما هي أعراضه؟ وهل يوجد علاج لهذا المرض القاتل؟

مرض اعتلال الإبل الدماغي الإسفنجي وأسباب حدوثه

هو مرض بكتيري عصبي معدي، ويعد من الأمراض البريونية. مع العلم إن الاسم الشائع له هو مرض جنون الإبل، أما الاسم الطبي هو مرض بريون، والذي يتشابه مع مرض جنون البقر في كثير من السمات والأعراض وكذلك درجة الخطورة. وفيه تتكون ثقوب عديدة في قشرة الدماغ تشبه الإسفنجة وهذا هو سبب التسمية، ونتيجة وجود تلك الثقوب تحدث اضطرابات في وظيفة الدماغ كونها تؤثر في الجزيئات البروتينية أو البريونات الموجودة في دماغ الإبل وتشوهها.

يتميز مرض اعتلال الإبل الدماغي الإسفنجي أو مرض جنون الإبل بفقدان الخلايا الدماغية العصبية، في حين تتضاعف الخلايا ذات الشكل النجمي. حيث تسبب البريونات المشوهة اعتلالًا في الدماغ. وقد حظرت كثير من الدول إطعام الحيوانات بقايا معالجة من إبل مصابة منعًا لانتقال العدوى. وتوجد بعض الفرضيات التي تشير إلى تسبب بكتيريا سبيروبلازما بتشوه البريون وبالتالي حدوث الإصابة.

اكتشاف مرض جنون الإبل وطرق انتقال العدوى

اكتشف هذا المرض باحثان جزائريان أحدهما الطبيب البيطري بعيسى بابلحاج بالتعاون مع باحثين إيطاليين. إذًا انتشر المرض لأول مرة في الجزائر، حيث أخذ الباحثون عينات من أدمغة ثلاث ناقات اشتبهوا بإصابتها بمرض عصبي، وقارنوها مع عينة أخرى لناقة سليمة.

وكانت نتيجة البحث وجود اختلاف في الدماغ، حيث وجدوا ثقوبًا في قشرة الدماغ للناقات المصابة. كما تبين حدوث التنكس العصبي في الأنسجة، وهذا ما دل على حدوث خلل في البريونات. ونشرت إحدى المجلات العلمية بحثًا عن هذا المرض في عام 2018.

ومن الجدير بالذكر يمكن أن ينتقل المرض إلى أنواع أخرى من الحيوانات، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تصل العدوى إلى الإنسان. كما أن انتقال المرض لا يتم عن طريق الجهاز التنفسي أو اللمس العارض للحيوان المصاب. بل عن طريق لمس النسيج أو الأدوات الطبية الملوثة بالمكروب أو سوائل جسم الإبل المصابة.

أعراض مرض اعتلال الإبل الدماغي الإسفنجي

يؤثر هذا المرض كما ذكرنا في الجهاز العصبي للإبل، وبالتالي يمكن ملاحظته عن طريق مجموعة من التغيرات التي ترافق سلوك الإبل ومنها:

  • اعتلال واضطراب في الحركة، على سبيل المثال نجد الحيوان المصاب يحرك رأسه بسرعة نحو الأعلى والأسفل باستمرار.
  • تتصرف الإبل المصابة بالمرض بشكل عدواني فتركل أو تعض من يحاول الاقتراب منها. كما تميل إلى عض أغصان الأشجار.
  • ترنح الإبل في مشيها. حيث تكون حركاتها غير متزنة مع نشاط زائد، وقد تسقط في موضعها دون سبب، كما يصعب عليها النهوض.
  • حدوث رعشة في الجسد وخاصةً الأطراف.
  • فقدان في الوزن.
  • الرغبة في النوم وصعوبة الاستيقاظ.
  • تقوم الإبل المصابة أيضًا بحركات الطحن على أسنانها.

ويجب عند التأكد من إصابة الإبل بمرض الاعتلال الدماغي الإسفنجي عزلها لمنع انتشار العدوى. أو ذبحها لتخليصها من الأعراض، ثم التخلص من جثثها وفق طرق صحيحة. وفي جميع الأحوال فإن الموت هو المصير الحتمي حتى الآن لهذا المرض.

علاج مرض جنون الإبل

يعد مرض اعتلال الإبل الدماغي الإسفنجي من الأمراض التي تؤدي إلى وفاة الإبل المصابة. وحتى في حال انتقاله للإنسان فإنه لا يمكن علاجه. ولكن هناك بعض الأدوية التي تخفف من أعراض الإصابة بالمرض بالنسبة للإنسان، على سبيل المثال مضادات الإكتئاب أو الأدوية المهدئة وكذلك مسكنات الألم.

وتجري عدة دراسات حديثة للبحث عن علاج مناسب عن طريق الأجسام المضادة، حيث يمكن استخدامها لمضادات البريون. مما يحد من تكاثر تلك البريونات كونها العامل المسبب للمرض. ويجب الانتباه عند شراء لحوم الإبل لأن التعقيم مثل الغليان أو استخدام المواد الباعثة للأشعة لا يفلح في جعل البريونات غير ناقلة للمرض. ويمكن في حالة التسخين إلى 134 درجة مئوية كحد أدنى تدمير تلك البريونات.

وباختصار فإن مرض اعتلال الإبل الدماغي الإسفنجي من الأمراض العصبية التي تهدد حياة الإبل، كونه لا يوجد علاج له حتى الآن. كما يجب التأكد من سلامة اللحوم من أي مرض قد ينتقل للإنسان قبل استهلاكها، وكذلك لا بد من شراء اللحوم من مصادر موثوقة، وخاصةً في دول إفريقيا وغيرها من الدول التي يعتمد سكانها على لحوم الإبل كمصدر للغذاء.