ما هي أهم مشاكل المحاسبة؟ نشأت المحاسبة وتطوّرت كبقيّة العلوم الاقتصاديّة والاجتماعية، تلبيةً لأشكال وحاجات التقدّم الاقتصادي والاجتماعي. ومن أهم مقوّمات ارتقاء المحاسبة هو قدرتها الدائمة عى الاستجابة لمتطلّبات التّطوّرات المستجدّة. حيث لا يزال الإطار النّظري للمحاسبة يعاني النّواقص وعدم الاكتمال، فضلًا عن عدم مقدرته على تقديم إجابات للعديد من المشاكل المحاسبية العالقة.

وبما أنّ المحاسبة من الأدوات المهمّة الّتي تساعد على ضبط أعمال المنشآت بأنواعها المختلفة. كما تساعد القائمين عليها على اتّخاذ القرارات الصّائبة، التي تكفل استمرار تلك المنشآت. بالإضافة إلى مساهمتها في تقوية وتدعيم الاقتصاد الوطني، هذا استدعى الكثير من الباحثين محاولة النهوض بمهنة المحاسبة والقيام بكلّ ما من شأنه تطويرها والارتقاء بمستواها.

وبعبارة أخرى، تعتبر المحاسبة من العمليّات الرئيسة في معظم الشّركات والأعمال. إلّا أنها تحتضن الكثير من المشاكل المحاسبية في مختلف القطاعات. فإنّ لكلّ قطاع أو نشاط بعض المشاكل المحاسبية، التي تواجه تصميم نظام محاسبي مناسب له. كما في مرحلة معالجة الإيرادات والمصروفات وإعداد الحسابات الختامية، كالميزانية وقائمة الدّخل. وها نحن في مقالنا هذا ومن خلال منصّة تجارتنا سنلقي الضّوء على أهم مشاكل المحاسبة في مختلف المجالات.

أهم مشاكل المحاسبة

على الرّغم من أنّ المحاسبة المالية قد جاءت لمعالجة كافّة المشاكل الفرعية والرّئيسية في المؤسسات الكبرى. وذلك بهدف توفير المعلومات التي تفيد في ترشيد القرارات الاستثماريّة، والإئتمانيّة. بالإضافة لصياغة هذه المعلومات بحيث يمكن استيعابها من قبل المستخدمين. إلّا أنّها تعاني من بعض المشاكل المحاسبية. وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر منها:

مشاكل المحاسبة في قطاع المقاولات

  • طول فترة تنفيذ العمليات: والتي قد تمتد إلى سنة مالية أو أكثر، ومن هنا تنتج المشكلات المحاسبية التي تؤثر على تصميم النظام المحاسبي المطبّق، وهي:
    • كيفيّة تحديد الأرباح النّاتجة عن الأعمال التي لم تنفّذ بالكامل، أو التي لم تُسلّم للعملاء بعد، أو رفضوا استلامها خلال السّنة الماليّة.
    • مقدار التّكاليف التي سيتمّ مقابلتها بالإيرادات خلال السّنة الماليّة، وما هي التّكاليف التي سوف ترسل إلى فترات محاسبية أخرى، وتظهر في قائمة المركز المالي.
    • التّنبؤ بالإحتياجات من المستلزمات السلعية والخدميّة لكل عمليّة.
    • تكلفة الأعمال التّامة غير المعتمدة. وهي الأعمال التي رفض المهندس اعتمادها وكيفيّة اعتراف المحاسب بتلك الأعمال.
  •     الإختلاف في نوعيّة أنشطة شركات المقاولات: وما يترتّب على ذلك من مشكلات محاسبية تتعلّق بـتصميم النّظام المحاسبي، نظام محاسبة التكاليف، وما مدى مرونة هذه النُّظم، إلى جانب إمكانيّة وضع نظام للتّكاليف المعياريّة يستخدم في رقابة التّكاليف. ونضيف على ذلك، ترشيد الأداء ومشكلة إعداد التّقارير المحاسبيّة.
  • إسناد بعض الأعمال إلى مقاولي الباطن: وما يترتّب على ذلك من مشكلات محاسبيّة أهمها: تعدّد الحسابات التحليليّة للعقد الواحد، نظرًا لتعدد مقاولي الباطن، وكيفيّة تحديد قيمة الأعمال التي نفّذوها خلال فترة المحاسبة، بالإضافة إلى ألية تنفيذ الشركات للأعمال التي تأخر مقاولوا الباطن في تنفيذها، أو التي انسحبوا منها والأضرار الماديّة المترتّبة على ذلك.
  • ضعف السيولة لدى معظم شركات المقاولات: وذلك نتيجة لضخامة تكاليف التّنفيذ مما يضطرها للاقتراض فتنتج مشاكل محاسبية، وهي: ضرورة تصميم مجموعة مستندية ودفترية سليمة لحصر عناصر التّكاليف الفعلية بموقع العمليات، وكيفية حصر الأعمال المُنفّذة تمهيدًا لإعداد مستخلصات عنها لصرف قيمها من العميل إلى جانب تصميم نظام محاسبي لإحصاء التّدفقات النّقدية الواردة للشركة.
  • تنفيذ العمليات في مواقع العمل التي يحددها العميل: وهذا يتطلّب تصميم نظام محاسبي الذي تتوقّف طبيعته على بُعد مكان تنفيذ المقاولة عن المركز الرئيس، وحجم هذه المقاولة. لذلك تنتج مشكلات محاسبية، على سبيل المثال، مشكلة حصر تكلفة العمل إضافة للآلات المستخدمة في الموقع، علاوة على ذلك طرق شراء وتخزين المستلزمات السلعية اللازمة للتنفيذ.

مشاكل المحاسبة عند مصمم النظام المحاسبي

  • عدد المستخدمين: وهو عدد الأشخاص الّذين يعملون على البرنامج في الوقت ذاته، حيث يمكن للشركة تحميل البرامج على 100 جهاز. وتعريف عدد لا نهائي من المستخدمين، ولكن لن يتاح الدخول إلّا للعدد المتّفق عليه بعقد بيع البرنامج.
  • نوعية البرنامج: حيث أنّ البرامج المحاسبية ضخمة وكنتيجة لذلك، يجب على المستخدم تحديد احتياجاته بدقّة بعد دراسة مطوّلة لنشاط الشركة وإدارتها. وذلك ليسهل تنظيم الدورة المستندية وصلاحيتها.
  • التدريب والتطبيق: بعبارة اخرى يمكن القول إنّ مستوى وكفاءة أداء الموظفين، من أهم المشاكل التي تواجه مصمّم النّظام المحاسبي. وهذا مما لا شكّ فيه عنصر أساسي في نسبة نجاح المشروع.
  • التعديلات: إنّ معظم شركات البرامج لا تسمح بالتعديلات، إلّا بعد إجراء مقايسة للتعديل إلى جانب موافقتها من النّاحية الفنيّة.
  • قواعد البيانات: كما نعلم أنّ أيّ برنامج محاسبي يعمل على قواعد بيانات، فإذا رغبت الشركة أن تخفض ميزانية الصرف على برامج المحاسبة، فيمكن العمل على نسخة مجانية من هذه البرامج، غير أنّ هذه النّسخة تكون محدودة بعدد مستخدمين معيّن ومساحة محدودة.
  • ربط الفروع: حيث باتت تكلفة رفع قواعد البيانات على السّحابة الإلكترونية مرتفعة جدًا. وعلى الشّركة رفع قواعد البيانات على السّحابة الإلكترونية إذا كان لديها فروع للعمل أون لاين. بحيث يتمّ اختيار الإستضافة بناءً على حجم المعلومات والسّرعة المطلوبة، إضافةً إلى الاشتراك في خدمة الإنترنت في كافّة الفروع والمركز الرئيسي. وهذا أيضًا معوّق قد يواجه مصمّم أيّ برنامج محاسبي.

مشاكل المحاسبة في عمل المحاسب

  • ضعف الرّاتب مقارنةً بما يؤدّيه من أعمال كثيرة و هامّة.
  • العمل في قسم أو مجال غير مرغوب فيه.
  • البيئة المحيطة بالمحاسب في العمل، فقد تكون محفّزة أو مثبّطة. فإمّا أن تدفعه للعطاء أو الإبطاء في عمله.
  • الرّوتين في العمل، حيث أنّ الرّوتين يقتل العمل ويقود للملل ومن ثمّ الفشل.
  • تخبّط سياسات الشّركات أمر مُقلق للموظف أيضًا، ويؤثر على عمله و أدائه حيث يكون دائمًا مشتّت الذهن، فيقوده ذلك لارتكاب الأخطاء المحاسبية في مجال عمله.
  • التّحفيز المادي والمعنوي، حيث يلعب هذا الأمر دورًا هامًّا في بيئة عمل المحاسب. بحيث أنّ الإطراء من قبل ربّ العمل للموظف يرفع معنوياته ويقوده للنّجاح و الارتقاء بشركته. كذلك الأمر بالنّسبة للمكافآت للموظف النّشيط و النّاجح، هذا كله يكفل بيئة عمل مناسبة ومريحة بعيدة عن المشاكل.

وختامًا، يمكن القول أنّ المحاسبة تلعب دورًا رئيسًا في شتى مجالات الحياة، كما تعمل على ضبط أعمال الكثير من المنشآت. إلّا أنها رغم ذلك تعاني من بعض المشاكل في مجالاتها كلها، والّتي علينا تفاديها وإيجاد الحلول المناسبة لها، وذلك للارتقاء بأعمالنا وشركاتنا لتدرّ لنا الأرباح و نحقّق النجاح.