أهم الأمراض التي تصيب الأغنام الخراف وكيف العلاج. تحتل تربيةُ الأغنامِ الخراف مرتبة عريقة ومرموقة في أغلب البلدان، بحيث أنّها تساهمُ بشكلٍ كبيرٍ في الاقتصادِ. وذلكَ عن طريقِ تزويدِ الأسواقِ الداخليّةِ والخارجيّةِ باللّحومِ الحمراءِ، وتزويدِ بعضِ الصناعاتِ بالصوفِ والجلودِ. لذلكَ، يجبُ المحافظةُ على هذهِ المهنةِ وحمايةِ الخرافِ من الأمراضِ التي تصيبها. الأمر الذي يعزّزُ من إنتاجيّةِ هذه المشاريعِ. وفي هذا المقالِ، سنتعرّفُ على أهمِّ الأمراضِ وأكثرها انتشاراً من ناحية الأسبابِ، والأعراضِ، والعلاجِ، والوقايةِ.
محتوى المقالة
الأمراض التي تصيب الأغنام الخراف وكيفية العلاج
مرض تعفن الدم (Septicemie)
يعدُّ من أخطرِ الأمراضِ، لأنّهُ يسبب وفاة الخراف في أغلبِ الأوقاتِ. هذا ويعود سببُ هذا المرضِ إلى البكتريا (ميكروبات) التي تصلُ عن طريقِ التكاثرْ إلى الدمِ مباشرةً. إذ ينطلقُ مرض تعفّن الدم من الفمِ (عبر الأوعية اللمفاوية) أو السرّةِ إلى الدم، بحيث يؤدي إلى حدوث اضطرابٍ حادٍ يعرف باسم (التسمّم العفني). كما يحدثُ بالأخصِّ عند الخرفانِ التي تكونُ فيها البروتيناتِ المتخصصّةِ بالدّفاعِ عن الجسمِ قليلةٌ جداً. بالإضافةِ إلى أنّ هذا المرضِ سريعُ الانتشارِ بين خرفانِ القطيعِ الواحدِ.
أعراض هذا المرض
تعاني الخرفانُ المريضةُ من الإعياءِ الشّديدِ، وفقدانُ الشهيةِ، والانعزالِ. وفي بعض الحالاتِ، قد يؤدّي إلى انتفاخِ المفاصلِ. كما يسبّبُ أحيانًا الموتُ خلال فترةٍ لا تتجاوز (42 – 48) ساعة.
العلاج
أفضل علاجٍ لأيِّ مرضٍ قاتلٍ هو تجنّبهُ والوقايةُ منهُ. إذ ترتكزُ الوقايةُ على عدّةِ دعائمٍ، ألاَ وهي الاهتمامُ قبلَ وخلال فترةُ الولادةِ. ولعلّ أهمُّ الأمورِ التي ينبغي التركيز عليها هي التأكّدُ من شربِ الخروف للبأ (Colostrum). وفي حال وفاة النعجةُ الأمْ، يمكن استخدامُ لبأ نعجةٌ أخرى أنجبتْ في نفسِ يومِ النعجةِ المتوفيةِ. كما يجب ألا ننسى أخذُ الاحتياطاتِ اللازمةِ فيما يتعلق بالمكانِ (الزريبة)، إذ من المهم جدًا أن يكونُ نظيفًا ومفروشًا بالتبنِ أو القشّ. وإن ظهرت حالاتٌ كثيرةٌ من الوفيّاتِ بسبب هذا المرضِ، فلا بدً من المعالجةِ السريعة للخرفانِ، عن طريقِ حقنها بمضادٍ حيوي مناسبٍ، بحيث يعطى هذا المضادُ باستشارةُ الطبيب البيطري ولمدّةِ ثلاثةِ أيامٍ على الأقلِّ. وفي حال عدم استجابة الخراف للعلاج، يتوجّب على المربّي نقلُ الحيوانات المريضةٍ إلى مكانٍ آخرْ بعيدٍ عن القطيع تجنبًا لنقل العدوى.
الأمراض التي تصيب الأغنام الخراف مرض الإسهال الحاد(Diarrhee aigue)
من أكثرِ الأمراض التي تصيب الخراف انتشاراً. وهو عبارة عن إخراج روث سائل بشكل متكرر. الأمر الذي يمكن أن يسبب وفاة الخرفان الصغيرة والضعيفة على الفور.
أسبابهُ وأعراضهُ
وهي كثيرة ومتنوعة منها (الفيروسات، البكتريا، وطفيلياتِ صغيرة الحجم) بالإضافة إلى العديد من العوامل المساعدة الأخرى. إذ تؤدي هذهِ الأسبابِ إلى خللٍ في الأمعاءِ، يتبعهُ فقدانُ كمياتٍ كبيرةٍ من الماءِ والأملاحِ عن طريقِ الروثِ. ونتيجةً لذلكَ يصابُ الخروفُ بحالةٍ من التجفافِ.
كيفية العلاج
تختلف طرق العلاج بحسب الحالة المرضيّة، ولكنها بشكل عام تكون مبنية على أساس واحد، وهو تجريعُ الماءِ والأملاحِ المعدنيّةِ عن طريقِ الفمِ في الحالاتِ البسيطةِ. وفي الحالاتِ الصعبةِ، يتمُّ حقنُ (Perfusion) مشبعٌ بالماءِ والأملاحِ عن طريقِ الوريدِ. كما يمكنُ حقنُ مضادٍ حيويٍ ذو طيفٍ واسعٍ لكي يقضي على الجراثيمِ، ويساعدُ على الوقايةِ من أمراضِ الجهازِ التنفسِّي و المفاصلِ.
أما الوقاية من المرض فتتجلى عن طريقِ المحافظةِ على النظافةِ والاهتمامِ بقواعدِ الصحةِ العامّةِ، وبالأخصِّ عند الولادةِ وخلالَ الأسابيعِ الأولى.
الأمراض التي تصيب الأغنام الخراف داء الحميقاء الساري (Ecthyma contagieux)
ويعرف أيضاً ” الإكتيما” وهو مرضٌ فيروسي من نوعِ نظيرِ الجدري وهو معدي جداً، ويصيبُ هذا المرضُ الخرفانَ في الأشهرِ الأولى من العمرِ (1-2شهر). في حين تكونُ الإصابةُ بهِ خفيفةٌ ومعتدلةٌ من حيثِ التأثيرِ.
ويقسمُ هذا المرضِ بحسبِ نوعِ الفيروسِ المسبّبِ له إلى نوعين هما:
النوع الخفيف أو الحالة الهينة (Forme benigne): ولحسنِ الحظِّ أنّ هذا النوعُ هو الأكثرُ انتشاراً. إذ تُصابُ الخرافُ بنوعٍ من الآفةِ والتي تتكاثرُ بدورها وتنمو على الشفاهِ أو الأنفِ. كما تنمو هذهِ الآفةُ أحياناً على الأجفانِ والأقدامِ والضرعِ. وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوعُ من الأمراض، يصيبُ الخرفانُ الكبيرةُ في السنِّ.
النوع الخبيث أو الحالة الضارة (Forme maligne): وهي الحالةُ التي تكونُ قاتلةٌ غالباً، بحيث تظهرُ آفاتٌ وقرحاتٌ داخلَ فمِ وفوقِ لسانِ الخروفِ، مما يسبّبُ عدمُ قدرة الخراف على تناول الطعامِ. فنجدها مستلقيةً على الأرضِ لا حراك لها حتّى الموتِ.
كيف العلاج؟
يقتصر العلاج على حالةِ الإصابةِ الهيّنةِ، بحيث يتمُّ عزلُ الخرافِ المصابةِ وتنظيفُ المكانِ يومياً باستخدامِ مطهّراتٍ ومضاداتٍ حيويّةٍ. أمّا في حالةِ الإصابةِ بالنّوعِ الضّارِ، فيجبُ التّفكيرُ في التلقيحِ في حالِ كانت الإصابةِ تقعُ باستمرارٍ.
نتيجةً لكلِّ تلكَ الأمراضِ، يجبُ علينا اتّباعُ أهمِّ وسائلِ الرعايةِ الصحيّةِ والنظافةِ كونها تعدّ أحد أهمِّ العواملِ التي تساعدُ على منع انتشارِ الأمراضِ. وفي حالِ ظهورِ أيّةُ أعراضٍ على الخرافِ، ينبغي استدعاءُ الطبيبُ البيطري بالسّرعةِ القصوى لكي لا تتفاقمُ الحالةُ المرضيةُ.
