أهداف العمل عن بعد أمر لا بدّ من معرفته ليحقّق الموظّف الغاية المرجوّة منه. ولكن قبل التّعرّف على أهداف العمل عن بعد لا بدّ أن نعرف بدايةً ما معنى هذا النوع المبتكر من العمل.
العمل عن بعد هو عبارة عن اتّفاقٍ بين الموظّف العامل وبين صاحب العمل، يعتمد هذا الاتّفاق على عمل الموظّف في المنزل دون الاضطرار للذهاب إلى مقرّ الشّركة التي يعمل بها إلّا لحضور اجتماع. وحتّى الاجتماع يمكن مع تطوّر البرامج، والتّطبيقات أن يحضرها دون الذّهاب إلى الشّركة، أو المكان الذي يعمل به.

متطلّبات العمل عن بعد

لابدّ من توافر بيئة مناسبة، وتطبيق شروط مناسبة لتحقيق سياسة العمل عن بعد، ويتمثّل هذا الأمر في الجوانب القانونيّة التي تؤمّن شرعيّة العمل عن بعد وقانونيّته. وينظم العلاقات بين جهات العمل والعاملين عن بعد بما يضمن حقوق كلّ من الطّرفين. إضافةً إلى البنى التّحتيّة الخاصّة بنظام العمل عن بعد من أدوات تكنولوجيّة. وما يتضمّن قنوات سلكيّة ولاسلكيّة. بالإضافة إلى اختيار العاملين وتدريبهم.

أهداف العمل عن بعد

زيادة الإنتاجيّة أهم أهداف العمل عن بعد

يوكل صاحب العمل إلى العامل أعمالًا، وعليه أن ينجزها خلال أسبوع، هنا يعمل العامل ولكن دون بذل جهٍد كاف. في هذا الوقت يخبر ربّ العمل العاملين أنّه يمكنهم أن يعتبروا أنفسهم في عطلٍة لنهاية الأسبوع. إذا تمكّنوا من إنجاز المطلوب منهم في يومين. في هذه الأثناء يبذل العامل قصارى جهده ليتمكّن من إنجاز ما طلب منه خلال يومين، مقابل الاستمتاع ببقيّة أيّام الأسبوع.
بهذا يكون صاحب العمل قد حقّق سياسة العمل عن بعد، وهي شراء الإنتاجية بدلًا من شراء الوقت. وبعد الدّراسات توصّل الدّارسون إلى أنّ العمل عن بعد يزيد الإنتاجية. وهو بنفس الوقت هدف من أهدافه، لأنّ العمّال الذين يتأخّرون عن مقرّ عملهمْ ويضيّعون أوقاتًا كثيرةً يعملون بجدّ دون إضاعة وقت. والعامل الذي لا يستطيع التركيز ويتشتّت ذهنه نتيجة الدردشة مع الزّملاء يكون قادرًا على التّركيز أكثر في منزله. وبالتّالي عمله يكون أكثر دقّةً وإيجابيّةً. بالإضافة إلى أنّ العامل الذي لا يقدر على الخروج من المنزل لمرض ما كالزّكام مثلًا، وفي خروجه واحتكاكه مع العمّال خطورة، سيقوى على العمل في المنزل. وهذا ما يزيد من إنتاجيّة عمله دون التأثر بأي عامل خارجي.

الحفاظ على الموظفين المتميّزين

إنّ تدريب وتوظيف موظّفين جدد أمُر مكلُف جدًّا، فالشركات تسعى للحفاظ على عمالها وموظفيها المتميّزين. وتضمن عدم مغادرتهم الشركة أثناء تعرّضهم لظروف تجبرهم على تركها. فقد يضطرّ للمغادرة لسفر أو أيّ أمر آخر، هنا تستطيع الشّركة الاحتفاظ بعمّالها المتميّزين المبدعين.

رفع المعنويات و تحسين جودة العمل

أكّدت الكثير من الدّراسات أنّ الحالة النفسيّة للعمال تؤثّر على عملهم وجودته. فالعمل بجانب الزّملاء قد يرهق نفسيّة العامل لوجود زملاء غير مريحين، فيكون مضطرًّا لتحمّلهم. وهنا يكون غير قادر على التركيز والعمل، أمّا في حال العمل عن بعد نضمن سلامة العمال النفسيّة وبالتّالي عملًا جيّدًا وإنتاجًا وفيرًا.

تخفيض التكاليف من أهم أهداف العمل عن بعد

يوفّر العمل عن بعد الكثير من الحاجيّات الأساسيّة التي لا بدّ منها أثناء العمل في الشركات. فهو يوفّر الكثير من المصاريف كشراء أو تأجير مقرّات العمل حتّى تستوعب جميع العمال. إضافةً إلى توفير المكاتب، والمعدات، والتجهيزات، وما يحتاجه الموظف أثناء عمله من قهوة أو شاي، ورسوم مواقف السّيارات، وتوفير الوقود خاصّةً في الشّركات التي تأخذ على عاتقها نقل الرّكاب من وإلى أماكن إقامتهم. إضافةً إلى توفير ثمن الوجبات الغذائيّة في بعض الشّركات، و القائمة تطول.

توسيع الآفاق للموظّف وصاحب العمل

إنّ التوظيف والعمل عن بعد يتيح لكلا الطرفين آفاقًا واسعةً. لأنّ تطبيق هذه السّياسة تحرّر أصحاب العمل من البحث عن كفاءات ومقدرات ضمن المنطقة الجغرافيّة التي تقع فيها الشّركة. إذ يمكنهم توظيف أيّ شخص مهما كان بعيدًا. ويتمكّن الموظّف من العمل في أي مكاٍن في العالم.

الحفاظ على صحة أفضل

أكّدت الدّراسات أنّه كلّما زادت المدّة التي يقضيها الموظّف في طريقه إلى عمله زادت فرص إصابته بالكثير من الأمراض. هذا بالإضافة إلى أنّ هذا النّوع من العمل مناسُب للمرأة الحامل التي تجد صعوبةً في الخروج من منزلها وأيضًا هو أمر مناسب لأصحاب الإعاقة القادرين على الإبداع وعاجزين عن الخروج من منازلهم.

زيادة ساعات العمل من أبرز أهداف العمل عن بعد

أثناء العمل عن بعد، يوفّر الموظّف الوقت الذي كان يقضيه في التّنقّل بين البيت ومقرّ الشّركة ويستثمر هذا الوقت في العمل. ومن ناحية أخرى هناك أعمال تتطلّب ساعات إضافيّة ويضطرّ الموظّف لذلك وهذا يجعله يقضي وقتًا طويلًا خارج بيته وبعيدًا عن أسرته. أمّا في حال العمل عن بعد فإنّ الموظّف يعمل ويزيد من ساعات عمله وهو في منزله وإلى جانب عائلته.

سلبيات العمل عن بعد

رغم كل إيجابياته إلّا أنّه لا يخلو من السلبيات فمن سلبيات العمل عن بعد:
لعلّ التواصل هو أكبر تحد يمكن أن يواجه موظفو العمل عن بعد، وهذا ما ينعكس سلبًا على علاقاتهم الاجتماعية وحالتهم النفسيّة. لذلك كان لابدّ من تخطّي هذا الأمر والبحث عن تقنيات تتيح للموظّف التواصل مع الآخرين، كالتّواصل عبر الهاتف، أو الرّسائل وغيرها. إضافةً إلى أنّه على الموظف أن يسعى لتنظيم وقته وخصوصًا أنّه يقضي وقتًا طويلًا بالعمل.

في النهاية وكما نرى أن أهم أهداف العمل عن بعد هو تحسين الأداء. بالرغم من أن هذا النوع من العمل قد زادت الحاجة له خلال السنوات الأخيرة لأسباب لا يمكن حصرها. لذلك لا بدّ أن تسعى الحكومات مع الشركات الخاصّة لاتخاذ مبادرات تدعم العمل عن بعد، وتوفر البيئة الحاضنة لهذا العمل في المستقبل.