تعكس أنواع دراسة الجدوى النظرة المستقبلية للمشروع أو الفكرة المراد نقلها من التخطيط إلى مرحلة التنجيز حيث توفر دراسة الجدوى العديد من الأخطاء عند تنفيذ المشروع وتجنبك التكاليف غير المتوقعة التي ربما تتسبب في تأخير أو إيقاف مشروعك. لذا فمن الضروري جدًا على صاحب المشروع أن يعطي كل جانب من جوانب دراسة الجدوى المستقبلية للمشروع الاهتمام الكافي والجدية والأهم أن يتفكر ويتأمل في كل ما هو مطروح ليعمل بالتوصيات النهائية، والجدير بالذكر أن لدراسة الجدوى 5 أنواع مختلفة ستحتاجها كلها ليتكامل المشروع وتتضح النظرة المستقبلية حوله، وتكون هذه الأنواع هي (دراسة الجدوى الفنية، دراسة الجدوى التشغيلية، دراسة الجدوى الاقتصادية، دراسة الجدوى القانونية، دراسة جدولة الجدوى)، لهذا عليك الاهتمام بكل جوانب المشروع وعناصر دراسة الجدوى والموازنة بينهم جميعًا وعدم إعطاء أي نوع من أنواع دراسة الجدوى الاهتمام دونًا عن الآخر لتصل إلى مرحلة تنفيذ المشروع ويكون متكاملًا، وفي مقالنا هذا سنعرضُ لك جميع تفاصيل كل نوع من أنواع دراسة الجدوى وكيفية تطبيقه بشكل صحيح والموازنة بين جميع الأنواع.

دراسة الجدوى التشغيلية

دراسة الجدوى التشغيلية هي النوع الأول من أنواع دراسة الجدوى وهي التي تهتم بجميع ما يتعلق بالتقنيات والمرافق والأدوات اللازمة لتشغيل المشروع حيث تدرس إمكانيات الشركات أو الأفراد القائمين على العمل و تُعنى بتوفير بيئة جيدة للعمل والعمل بشكل جيد على كل معطياته، كما تختص دراسة الجدوى التشغيلية بتحليل الوضع المادي للمشروع بشكل مفصل وذلك من خلال تحديد التكاليف الأولية اللازمة لتشغيل المشروع. وفي هذه المرحلة يتم تحديد استمرارية المشروع من عدمه. كما تأكد دراسة الجدوى التشغيلية توافر المعطيات اللازمة لتنجيز المشروع وتضع جدول محدد لتنفيذ المشروع وتحقيق العائد منه. كذلك تحدد دراسة الجدوى التشغيلية ملائمة مكان المشروع من حيث توافر الكهرباء والماء وجودة الخدمات المتوفرة. والأهم من هذا كله أنها تلعب دورًا مهمًا في الموازنة بين إمكانيات المؤسسة وحجم تكاليف المشروع. على سبيل المثال إن كان المشروع مصنع فتتحقق دراسة الجدوى التشغيلية من طرق التخلص من المخلفات والنفايات بشكل صحيح.

دراسة الجدوى الفنية

هي النوع الثاني من أنواع دراسة الجدوى وتتمحور حول التأكد من صحة جميع الأمور الفنية اللازمة لنجاح المشروع وطرق تنفيذها على أرض الواقع، فمن خلالها يتم تحديد الحجم الممكن والمناسب للمشروع، واختيار الموقع الجغرافي المناسب له، وأيضًا اختيار نظام الإنتاج المناسب، وكذلك يساعد على التنظيم الدقيق للمشروع من الداخل، وتحديد كافة الاحتياجات اللازمة للبدء بتنفيذ وتشغيل المشروع الاستثماري الجديد. كما أنها توضح معلومات حول رأس المال اللازم لبدء المشروع والتي تقسم إلى 4 أقسام رئيسية:

  • تكاليف رسوم إعداد دراسة جدوى مفصلة له.
  • التكاليف التأسيسية مثل: تكاليف المواقع والترخيص والخدمات الأساسية.
  • تكاليف رأس المال العمال.
  • تكاليف احتياطية للطوارئ وتستخدم للحالات الطارئة وفي كثير من الحالات تنقذ المشروع من التوقف عند حصول أي طارئ.

وتكون على مراحل:

  1. تحديد حجم الإنتاج والطاقة الإنتاجية اللازمة.
  2. تحديد الحجم الأمثل للمشروع.
  3. اختيار الموقع المناسب للمشروع.
  4. تحديد أسلوب الإنتاج والعمليات الإنتاجية والتكنولوجيا المعتمدة.
  5. اختيار الآلات المناسبة ومعدات الإنتاج.
  6. تقدير ما يحتاجه المشروع من مستلزمات وعناصر الإنتاج.

دراسة الجدوى الاقتصادية

وتعد دراسة الجدوى الاقتصادية النوع الثالث جيث يهتم هذا النوع بتحديد التكاليف الكلية وتحليل وقياس القدرة المالية للمشروع، واحتمالية استمراره بنجاح، بما في ذلك جميع العوامل التي يمكن أن تؤثر عليه، مثل العوامل الاقتصادية، والتكنولوجية، والقانونية. كما أن دراسة الجدوى الاقتصادية تستخدم لتحديد النتائج الإيجابية والسلبية المتوقعة للمشروع قبل استثماره، والتأكيد على المشاكل المحتملة، وتحديد إذا كانت فكرة المشروع فكرة جيدة أم لا بعد النظر إلى جميع العوامل الهامة. وتمكن المستثمر من اختيار الفرص المناسبة له ولرأس ماله وتوضح جميع إيجابيات وسلبيات الفرص المعروضة للمستثمر، كما أن دراسة الجدوى الاقتصادية تظهر مدى قدرة المشروع على تحقيق أهدافه. وتساهم أيضًا في حل مشكلة ندرة الموارد النسبية، ومواجهة احتياجات المجتمع المتزايدة كما يمكنك الربح من دراسة الجدوى الاقتصادية. وتكون خطواتها:

  1. اختيار السلعة أو الخدمة.
  2. تحديد الطلب على السلعة.
  3. تحديد آلية سير المشروع.
  4. حساب تكاليف المشروع.
  5. تقدير الدخل المتوقع من المبيعات.

دراسة الجدوى القانونية

وهي النوع الرابع من أنواع دراسة الجدوى وتتمحور حول الاهتمام بالتحليلات والتقديرات والاستنتاجات، والتي يضعها الخبراء في مجال القانون وتشريعات الاستثمار. والهدف الأهم منها هو البحث في قوانين الاستثمار والتشريع المالي والضريبي، وكذلك تشريعات الأجور والمرتبات، وغيرها من التشريعات التي ربما أن تؤثر على بدء المشروع الجديد أو مراحل تنفيذه، ومن هنا تأتي أهمية دراسة الجدوى القانونية لأي مشروع وفكرة جديدة. ومن مميزاته حرية صاحب المشروع في الإدارة والأموال وإنجاز الأعمال. أما من عيوب المشروعات الاستثمارية الفردية وقوع تحمل المخاطر أو ضياع والأموال على صاحب المشروع.

جدولة الجدوى

النوع الخامس من دراسة الجدوى والذي يطلق عليه أيضًا مصطلح الرؤية الزمنية. حيث يتم تقدير الزمن اللازم لتنفيذ المشروع واختبار فعاليته بمقارنته مع الوقت المتوقع للمشروع وعلى أساسه يتم تعديل دراسة الجدوى. كما تجنب جدولة الجدوى المستثمر التأخير في تسليم مشروعه أو تأخير بدء أرباح المشروع الذي ينعكس سلبًا على المشروع.

في الختام تسهم حميع دراسات الجدوى بأنواعها كافة (اقتصادية، فنية، تشغيلية، قانونية، جدولة الجدوى) بتحسين المشروع، لهذا يجب عليك القيام بدراسة الجدوى لأي مشروع أو فكرة قبل البدء بتطبيقها واحرص أن تكون متكاملة الأركان لتحقق لك النتائج المرجوة منها. لا بأس أيضًا بتعديل خطة دراسة الجدوى إن كانت تعارض النتائج المطلوبة لتطبيقها حسب إمكانياتك، فالأساس أن تضع خطة تناسب إمكانياتك لا أن تضع خطة تفرض إمكانيات هائلة عليك لا يمكن تأمينها.