تعد تربية الكلاب من الهوايات التي يحبذها الكثير من الناس، فيقضون معظم أوقاتهم بصحبتها واللعب معها. إذ تضفي الكلاب تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا، وتقلل التوتر في المنزل. لكن وعلى الرغم من جميع إيجابياتها إلا أنه يوجد العديد من الأمراض التي تنقلها للإنسان والتي تؤثر سلبًا على صحته. وتتفاوت هذه الأمراض ما بين أمراض جلدية طفيفة وأمراض جهازية خطيرة جدًا. ولهذا سوف نتناول في مقالتنا اليوم أهم أمراض الكلاب المعدية للإنسان وطرق انتقالها إليه.

مرض داء الكلب المعدي للإنسان

هو مرض فيروسي ينتقل للكلب عن طريق عضة من كلب آخر مصاب. كما يمكن أن ينتقل من خلال ملامسة جرح مفتوح لكلب مصاب أو سيلان لعابه. ولهذا لابد من إعطاء كلبك مصل لحمايته من الإصابة بداء الكلب. وبالطريقة نفسها ينتقل المرض للإنسان.

وتبدأ الأعراض بالظهور عليه كالصداع، والقيء، والغثيان، والحمى، وصعوبة البلع، وفرط النشاط. حيث يستهدف الفيروس أولًا الجهاز العصبي للإنسان، ومن ثم ينتقل لباقي أجزاء الجسم. فإذا تعرضت لعضة من كلب عليك الإسراع بغسل الجرح بالماء والصابون، وطلب المساعدة الطبية الفورية، والحصول على التطعيم المضاد لداء الكلب.

مرض السعفة المعدية للإنسان

هي عدوى فطرية تنتقل للكلب عن طريق مخالب كلب آخر فتصيب جلده وأجزاءً أخرى من جسمه. وتعتبر السعفة من الأمراض المعدية للإنسان بشكل كبير حيث تنتقل إليه من خلال الاتصال البسيط مع كلبه. فتستهدف أماكنًا محددة من الجسم كالساقين، والذراعين، والجذع، وفروة الرأس.

لهذا يجب عليك تطهير وغسل مفارش كلبك الخاصة ومنعه من مشاركتك على الأريكة أو النوم على سريرك. كما ينصح بمسح الغبار بشكل مستمر لإزالة أي جراثيم موجودة في المكان الذي يعيش فيه الكلب، وبالتالي حمايته من الإصابة.

مرض لايم من الأمراض المعدية للإنسان

يصنف القراد على أنه الناقل الأكثر شيوعًا لهذا المرض وتكون بكتيريا البوريلا هي المسؤولة عن المرض. حيث تنتقل للكلب عن طريق لدغات حشرة القراد فتتسبب بإصابته. وحالما ينقل المرض للإنسان يتركه مع أعراض مماثلة لأعراض الإنفلونزا. وعند إصابة الإنسان بالمرض وعدم كشفه مبكرًا يمكن للبكتيريا أن تدخل في الجهاز العصبي وأنظمة القلب، مسببة تلفًا بالأعصاب الحسية، ومن الممكن أن تتسبب بالتهاب السحايا.

مرض نورو فيروس المعدي للإنسان

هو فيروس معدي بشكل كبير يتواجد في فضلات وبراز الكلاب. وينتقل للإنسان من خلال مخالطة المصابين به ومشاركتهم في أدواتهم الشخصية، وتناول المشروبات والأطعمة الملوثة. ومن أبرز أعراض نورو فيروس الإسهال الحاد، والتقيؤ، وحمى خفيفة، وآلام شديدة بالعضلات والمعدة. حيث تلاحظ هذه الأعراض بعد حوالي 12 ساعة أو يومين من الإصابة.

داء الجيارديات من الأمراض المعدية للإنسان

تعيش طفيليات الجيارديات في أمعاء الكلاب المصابة، وتنتقل للإنسان عن طريق المياه والأطعمة الملوثة. فتسبب هذه العدوى المعوية عند الإنسان نوبات من الإسهال المائي، والغثيان، وانتفاخ وتشنجات بالبطن. ولهذا تعتبر النظافة العامل الأساسي لحماية نفسك وكلبك من الإصابة، وذلك عبر توفير مياه شرب نظيفة وغسل الأيدي جيدًا عند التعامل مع البراز.

داء الباستوريلات عند الكلاب

يحتوي جهاز الكلاب التنفسي على بكتيريا تدعى الباستوريلا والتي تنتقل للإنسان عن طريق تعرضه للخدش أو العض من الكلاب. وتكون أعراض المرض عادةً متمثلةً في ضيق التنفس، وارتفاع الحرارة، مع العلم تظهر بعد 6 أو 8 أسابيع من الإصابة بالعدوى.

عدوى السالمونيلا عند الكلاب

تستطيع الكلاب كما الدجاج النيء والبيض أن تتسبب بعدوى السالمونيلا حيث يوجد حوالي 2000 نوع مختلف من السالمونيلا الممرضة. وتؤدي إصابة الإنسان بها لاضطرابات معوية، وتسمم بالدم، وإجهاض الحمل في حين لا تظهر أي أعراض على الكلب المصاب. ولمنع انتقال هذه العدوى لابد من تأمين نظافة صارمة.

داء اللولبية النحيفة عند الكلاب

ويدعى أيضًا هذا المرض بحمى الطين، وفيه تتسبب البكتيريا اللولبية النحيفة بمرض شديد يصيب الكبد والكلى والأعضاء الحيوية الأخرى للكلب. وعندما تنشر الكلاب البكتيريا للإنسان عن طريق البول تتسبب له بظهور أعراض شبيهة للإنفلونزا كالحمى، والصداع، وآلام بالعضلات، والتهاب السحايا، ونزيف بالرئتين.
أما في الحالات الخطيرة للعدوى فقد يصاب الإنسان بنزيف وفشل كلوي يعرف بمرض ويل.

وفي الختام نستنتج أنه على الرغم من أن احتمال إصابة الإنسان بالمرض نتيجة العدوى من كلبه منخفضة، إلا أنها واردة الحدوث. ولهذا لابد من حماية كلبك أولًا من الإصابة بهذه الأمراض من خلال إعطاء الكلاب اللقاحات اللازمة والحذر والانتباه عند ملامسته لكلب آخر بالشارع. بالإضافة إلى ضرورة توفير المياه والأطعمة النظيفة، والحرص على نظافة المكان الذي يعيش فيه الكلب.