الجمال حيوانات أصيلة، شديدة التكيف مع الظروف البيئية. فقد أعطاها الله صفات تشريحية وفسيولوجية، جعلتها قادرة على العيش في ظروف شديدة القسوة. وحظيت الجمال بمكانهة خاصة عند العرب، فذكرها القرءان الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. وتصاب الجمال بالعديد من الأمراض مثل كل الحيوانات. ومنها الأمراض الفطرية والطفيلية. لذلك سنتعرف في مقالنا هذا عن أهم أمراض الجمال الفطرية والطفيلية.

عوامل تحد من أمراض الجمال الفطرية والطفيلية

تتعلق قوة الجمال الإنتاجية، والتناسلية، وقدرته على التكيف مع الظروف البيئية القاسية بما يلي:

  • صحة الحيوان، وقدرته على مقاومة الأمراض.
  • نوع الطعام الذي يتناوله.
  • الرعاية الحصية والبيطرية، بالإضافة إلى تطبيق شروط النظافة.

وبالتالي فإن تطبيق برنامج صحي وقائي وعلاجي، وكذلك رفع مستوى الغذاء، وتأمين الرعاية الصحية، يساهم في زيادة الإنتاج وتقليل حدوث الأمراض.

أمراض الجمال الطفيلية

  • مرض الذبابة(الهيام أو الجفار): ويطلق على هذا المرض العديد من التسميات حسب المناطق، ومنها: الزريجي، أو الدباب، أو السرا. وهو من أخطر الأمراض وأهمها. حيث أنه واسع الانتشار بين الجمال في منطقة الشرق الأوسط. ويسبب موت الجمل خلال 3 أو 4 أسابيع في حال لم تتم المعالجة.

كما يحدث المرض بسبب عامل طفيلي مهدب وحيد الخلية يتبع عائلة المثقبيات. وينقل الذباب هذا العامل وخاصة الذباب الأزرق. لذلك تكثر الإصابة بالمرض خلال فترة انتشار الذباب، وذلك في الشهور المعتدلة من السنة. وخاصة في المناطق العشبية القريبة من الماء والتي هي مناسبة لتكاثر الوسيط الناقل للمرض. وبالتالي عند اجتماع عوامل المرض (فصل تكاثر الذباب، المناطق الموبوءة، والطقس) يجب تجنب اخراج الجمال إلى المراعي.

ويرافق هذا المرض العديد من الأعراض، إذ تصاب الجمال بالخمول، والهزال الشديد، ويفقد السمع. بالإضافة إلى ظهور استسقاء في البطن والرقبة والأطراف. مع ارتفاع درجة حرارة الجمل لفترات متقطعة. ومن الممكن أن يحصل إجهاض عند الإصابة الشديدة، بالإضافة إلى فقر الدم.

ويمكن علاج المرض باستخدام الحقن الوريدي بالسرامين، والحقن تحت الجلد بالأنتريسيد. أما للوقاية منه يجب الابتعاد عن مواطن المرض، مثل المستنقعات المائية الراكدة، والأراضي الرطبة. ويفضل استعمال طارد للذباب.

  • الجرب الساركوبتي: وهو أخطر أنواع الجرب، يظهر المرض على الجهة الانسية للفخذ، والخواصر، والرقبة. ويحدث بسبب طفيلي اسمه حلم الساركوبتي، الذي يحفر داخل الجلد مسببًا حكة شديدة، مما يسبب التهابات حادة في الجلد كرد فعل على هذا الطفيلي. ويمكن أن يصاب الجسم كله بسبب انتقال العدوى من خلال الحك المستمر أو عض الجمل لنفسه.

ويعالج المرض باستخدام المبيدات الكيميائية مثل نيوسيدال للتخلص من الحلم المسبب. بالإضافة إلى استعمال حقن تحت الجلد من عقار إفرمكتين. كما يجب التخلص من الجمال النافقة، وذلك بدفنها وتغطيتها بالجير، وحرق كل ما يخص هذا الجمل.

  • القمل: يسبب حكة للجمال وسقوط الوبر من جسمها.
  • الذباب القارض: ينقل للجمال مرض الجفار. لذلك يجب القضاء على الذباب، وعدم الرعي في الأماكن الرطبة.
  • القراد: طفيل يسبب ضعف للجسم.

أمراض الجمال الفطرية

  • القراع (القوب): مرض فطري يصيب صغار الجمل (أقل من عمر  3 سنوات)، لأن كبار الجمال تمتلك مناعة ضد المرض. ويسبب تساقط للشعر، بالإضافة إلى قشور، وبثور في مناطق متفرقة من الجسم مثل الرقبة والأكتاف، والحوض، والأطراف. ويجب الحذر عند التعامل مع الحيوانات المريضة، كون هذه الفطور تنتقل للإنسان.

ويعالج المرض بعزل الجمال المصابة عن بقية القطيع. ودهن الجمال المصابة بمضادات الفطريات خاصة مركبات ايودات البوتاسيوم واليود الكحولي. بالإضافة إلى رش حظائر ومراقد الجمال بمضادات الفطريات للقضاء على الفطر الموجود في تلك المناطق.

  • التهاب الجلد الفطري الجفيل: وهو مرض جلدي فطري شبيه بالقراع، يصيب بشكل أساسي صغار الجمال. ويحدث بسبب ميكروب فطري يطلق عليه أليفة الجلد الكنغولية. ومن الممكن أن ينتقل المرض إلى الإنسان عن طريق الاتصال المباشر. كما يصعب التفريق بين أعراض هذا المرض ومرض القراع. وغالبًا ما يصاب الجمل بالمرضين معًا، مما يزيد الوضع سوءًا. ويحدث تلبك لشعر الحيوان في المناطق المصابة، مع تكون قشور نتيجة اختلاطه مع الإفرازات الناتجة.

 ويعالج بعزل الجمال المريضة عن بقية القطيع. واستخدام المضادات الفطرية، لدهن ورش الجمال المريضة ومضادات الحيوية (مثل حقن التيرامايسين طويل المفعول بالوريد)، لعلاج الإصابات البكتيرية الثانوية. وكذلك العلاج الموضعي للجروح باستخدام محلول اليود. كذلك ينجح مخلوط البنسلين والستربتومايسين في عالج بعض الحالات.

نصائح لتقليل أمراض الجمال الفطرية والطفيلية

  • مكافحة الحشرات والطفيليات باستمرار، بالإضافة إلى العلاج بالمضادات الحيوية بواسطة الحقن.
  • عدم اختلاط الجمال السليمة مع المريضة نهائيًا. كذلك عدم رعي الجمال في مراعي ظهرت منها أمراض معدية.
  • المراقبة المستمرة للجمال، لكشف الأعراض المبكرة لأي مرض.

ختامًا نقول إن تربية الجمال أمرًا ليس يسيرًا. لأن الجمال معرضة للإصابة بالكثير من الأمراض الفطرية والطفيلية. لذلك يجب الاستعداد وتحضير جميع طرق الوقاية والعلاج للحد من هذه الأمراض.