لطالما كانت الموثوقيّة العامل الأهمّ في عمليّات التّبادل التّجاريّة على مدى العصور. إلّا أنّها تعدّدت في أشكالها تبعًا لكلّ زمن. وبعد أن أصبحنا في عصر السّرعة والتّكنولوجيا، ازداد الاهتمام بتزويد أفضل طرق دفع الأموال لتعزيز عمليّة الرّبط بين البشر حول العالم، وتحقيق فكرة “جَعْل العالم كقريةٍ صغيرة”. لذلك سنتحدّث في المقال التّالي عن أفضل طرق الدّفع الموثوقة عالميًّا. مع ما يميّز كلٌّ منها عن الآخر. تابعوا معنا.

الدّفع عبر بطاقات الائتمان (Credit Cards)

نبدأ بإحدى الطّرق المفضّلة للدّفع عبر الإنترنت ألا وهي بطاقات الائتمان. حيث توفّر طريقةً سهلةً للغاية عند إجراء المدفوعات، لكونها متشابهة في جميع المواقع.
ما يميّز بطاقات الائتمان هو أنّه لا يُقتطع الرّصيد من حسابك البنكيّ مباشرةً عند الدّفع، بل يُسحب من رصيد مزوّد البطاقة أوّلًا. وبعد فترة يُسحب من الحساب الجاري. لذلك إن اشتبه حامل البطاقة بوجود حالة سرقة، يمكنه إخطار مزوّد البطاقة لمنع أيّة حالة أخرى. بالإضافة إلى تمتّعها بدرجةٍ عاليةٍ من الحماية ضدّ عمليّات الاحتيال، وسهولة عكس الأموال عند القيام بخطءٍ ما خلال عمليّة الدّفع.
فضلًا عن الأمان، توجد بعض الشّركات التي توفّر إمكانيّة استرداد جزءٍ من النّقود عند استخدام بطاقات الائتمان بنسبةٍ قد تصل إلى 6% من قيمة المدفوعات. لذلك احرص على اختيار أفضل الشّركات المزوّدة لزيادة نسبة التّوفير.

استخدام البطاقات مسبقة الدفع (Gift Cards) لإجراء المدفوعات

تعدّ البطاقات مسبقة الدّفع بديلًا جيّدًا للنّقود، لمساهمتها في الحدّ من الإنفاق المفرط حيث تأتي بعدّة حجوم لتناسب مختلف ظروف الدّفع (تأتي بقيمة 10، 25، 50، و100 دولارٍ أمريكيّ وبحجومٍ أخرى أيضًا). ومن الواضح أنّه لا تحتاج إلى أن تربط معلوماتك البنكيّة بها، ولكن إن أردّت حمايتها من السّرقة فعليك تسجيلها باسمك.
توفّر هذه البطاقات لحامليها إمكانيّة الشراء من أيّ متجرٍ يقبل بالتّعامل مع مزوّديها. ومن الأنواع المشهورة بطاقات VISA وMaster Card وPayPal وغيرها. وقد تأتي مع رسوم تفعيل/إعادة تفعيل أو استبدال تختلف قيمتها من مزوّدٍ لآخر. لذلك تأكّد من قراءة الشّروط المفروضة على البطاقة قبل شرائها واختر ما يناسبك.
تأتي بنوعين: مادّيّة يمكن استخدامها في المتاجر العاديّة والإلكترونيّة. وإلكترونيّة تستخدم على الإنترنت فقط.
تُستخدم هذه البطاقات مرّة واحدة حتّى نفاد قيمتها ولا يمكن إعادة شحنها. لذلك من المفضّل إضافتها إلى محافظ تطبيقات الموبايل مثل PayPal للحرص على الاستفادة من كلّ قرشٍ فيها.

استخدام تطبيقات الموبايل في عمليّات الشراء

لا شكّ أنك قد استخدمت إحدى هذه التّطبيقات أثناء اقتنائك لإحدى المنتجات عبر الإنترنت حيث بدأت بالانتشار بشكل واسع خلال السّنوات الماضية وخصوصًا بعد انتشار وباء كورونا، وهي من أهمّ عوامل نجاح التّجارة الإلكترونيّة في يومنا هذا. ولعلّ أكثرها شهرةً هو PayPal من حيث العلامة التّجاريّة والأمان. كما يوجد العديد من مزوّدي خدمة الدّفع الإلكترونيّ الذين لهم جمهورهم الخاصّ مثل Google Pay وSkrill وApple Pay وAmazon Pay والمزيد. وكلٌّ منها يتمتّع بتفاصيله الخاصّة، لكن الجميع يسعى نحو هدفٍ واحد.
تعدّ وسيلةً جيّدةً لإجراء المعاملات التّجاريّة وتوفّر طبقة أمانٍ إضافيّة، حيث لا يشارك المستخدمين أيّة معلوماتٍ مهمّة سوى عنوان البريد الإلكتروني الخاصّ بمزود خدمة الدّفع (أثناء تسجيلك لدى أحد المزوّدين، تقوم بربط حسابك البنكيّ بحساب مزوّد الخدمة ليعمل كواجهة لإجراء مختلف عمليّات إرسال الأموال). علاوة على ذلك إمكانيّة حماية المشتري من التّعرّض للخداع وتعويض تكاليف الشّراء والشّحن في حالة عدم وصول البضائع.

استعمال واجهة الدّفع الموحّدة (UPI)

وهي عبارة عن نظام لإرسال النّقود عبر الحسابات المصرفيّة. وما يرجح كفّتها على بعض طرق الدّفع الأخرى هو وجود معرّفٍ قياسيّ لجميع المستخدمين يُستعمل لإرسال واستقبال المدفوعات. أي بمعنى آخر لا توجد حاجةٌ لمعرفة التّفاصيل الأخرى مثل رقم الحساب البنكيّ، كود البطاقة البنكيّة، أو اسم البنك الوجهة، وغيرهم. وكلّ ما تحتاجه لإرسال الأموال هو تحميل التّطبيق الخاصّ على الموبايل. واستعمال المعرّف الخاص بك مع المرور بمرحلة تحقّقٍ من صحّة البيانات المدخلة.
بالإضافة إلى ذلك عدم وجود أية عمولة على عمليّة النقل، وسرعة الإنجاز، والتوفّر الدّائم على عكس الطّرق الأخرى مثل طريقة MIPS وNEFT.
من الجدير بالذّكر أن هذه الطريقة معتمدة في الهند حاليًّا، إلّا أنّها ستتوسّع لتشمل باقي الدّول في قادم السّنين.

الدّفع باستخدام النّقود مباشرةً

على الرّغم من الاعتماد على الدّفع عبر الإنترنت بشكلٍ يومي، لم ينته الاعتماد على النّقود في المعاملات التّجاريّة. بل ما زالت معتمدة في كلّ دول العالم، سواء أكانت لعدم توفّر وسائل الدّفع الأخرى أو كانت مخصّصة لعمليّات الشّراء الصّغيرة. وبالتّالي يجب الحديث عنها.
تساعد النقود على إدارة مصاريفنا بشكلٍ أفضل حيث أثبتت الدّراسات أنّ النّاس تميل للصّرف بكميّاتٍ أكبر عند استخدام بطاقة الائتمان مقارنةً بالنّقود ممّا قد يودي بهم إلى الإسراف والوقوع في مشاكل الدَّين.
لا تتمتّع النّقود بنفس درجة الأمان الذي توفّره طرق الدفع الأخرى. إلّا أنّ استخدامه آمنٌ بعض الشيء، بشرط حمل كمّيّاتٍ صغيرة تكفي لشراء ما يحتاجه المرء فقط لتقليل مخاطر السّرقة. بالإضافة إلى أنّه من غير العملي التجول بكمّيّات كبيرة من النّقود بشكلٍ دائم.

في الختام لا توجد طريقة دفعٍ مثاليّة. ويعتمد اختيار أفضلها على طبيعة الحاجة والظّروف المحيطة؛ فقد تستخدم حسابك البنكيّ لشراء مجلّةٍ من متجرٍ صغيرٍ في الحي، أو النّقود لشراء سيّارة جديدة. المهم أن تتأّكد من مقارنة الخيارات أمامك وتصبّ تركيزك على جانب الأمان فيها، وبعدها يأتي دور الميّزات الأخرى.