إن تقييم أغلى العملات العربية أو العالمية على حد سواء لا يختلف

باختلاف الآراء الاقتصادية التي تحدد أسباب تصدر هذه العملة

قائمة العملات الأغلى دون غيرها ، بل يعتمد على واقع حتمي

يجمع كل عوامل القوة التي يفندها خبراء الاقتصاد وباحثيه ليفرض

وجود العملة الأقوى وبالتالي الأغلى ، ومن يدور في فلكها من

العملات عبر متغيرات تحكمها توازنات إقليمية ودولية .

الدولار أكثر تداولا” لكنه ليس العملة الأغنى في العالم

في الوقت الذي يعتبر البعض أن وضع اقتصاد أي بلد هو من

يؤثر في تحديد أغلى  العملات العربية أو العالمية ، يرى البعض

الآخر أن هناك عوامل متشعبة تؤثر في الاقتصاد ذاته لكل دولة ،

ولكنها ليست السبب الوحيد في قوة العملة أو ضعفها ، فلا شك

أن لمعدل البطالة دور ، و قيمة الصادرات والواردات والقدرة

التصديرية التي تفوق الواردات ، والثروات عموما” ،
ومعدل التضخم في البلاد ، دور بارز في تحديد قوة عملة أي بلد ،

و فيما إذا كانت العملة مطلوبة، إلا أن الظروف والوقائع السياسية

لها تأثير بارز على قوة العملة وضعفها أيضا” وتحديد أغلى العملات

العربية أو العالمية ، ناهيكم عن أن سوق العملات ذاتها تؤثر على قوة

وضعف العملات في العالم .

مصدر قوة عملة الدولار

ويعتبر الدولار أكثر العملات تداولا”وهو عملة الاحتياطي الأجنبي الأولى عالميا” .
أما مصدر قوته فهو الاحتواء على شرائح عديدة من المشترين، وتخزينه من قبل المصارف المركزية و التجارية في جميع أنحاء العالم لضرورته في المعاملات الدولية. أما قدرته على مواجهة الأزمات الماليّة العالميّة فتعود إلى أنّ المصارف الأجنبيّة تعمد إلى ضخّ مبالغ كبيرة بعملة الدولار الأمريكيّ؛ ما يؤهله ليكون العملة الأكثر قابليةً للاسترداد؛ وذلك من أجل تسهيل أعمال التجارة على مستوى العالم .
وبالعودة إلى الوراء قليلا” نجد أن سيطرة الدولار الأمريكي باعتباره عملة احتياط عالمية دعمت الولايات المتحدة الأمريكيّة أثناء الحرب العالميّة الثانية وذلك مقابل حصولها على الذهب؛ مّا جعلها المهيمن الأول عليه دوليا” آنذاك ، وبعدما انتهت الحرب عمدت أبرز الدول إلى ربط عُملتها المحليّة بالدولار الأمريكي؛ ومنذ ذلك الوقت ظهر الدولار الأمريكي كعملة عالميّة.


ولا بد من الإشارة هنا إلى أن اتفاقية بريتون وودز دور كان لها الدور الرئيسي في تأهيل الدولار الأمريكي ليكون أكبر عملة احتياطية في العالم؛ وذلك حينما تم اجتماع مندوبين  من 44 دولة من الحلفاء في مدينة بريتون وودز في ولاية نيوهامبشير بالولايات المتحدة الأمريكيّة عام 1944م؛ وتمخض هذا الإجتماع عن بزوغ  ملامح واضحة  لنظام مالي عالمي  يدير ويسيطر  على النقد الأجنبي العالمي، وبالتالي  تم توقيف  ربط عملات دول العالم بالذهب ، والاستعاضة عنها  بالدولار الأمريكي ، حيث انتقل الدولار الأمريكي بجدارة من كونه عملة محليّة تمثل دولة معينة إلى عملة احتياطيّة عالميّة .

أغلى العملات العربية

معلوم أن دول الخليج العربي من أغنى الدول على مستوى العالم ، وبالتالي فإن أغنى العملات العربية تعتبر ذاتها الأقوى عالميا” .

الدينار الكويتي من أغلى العملات العربية

يتصدر الدينار الكويتي قائمة أغنى العملات العربية والعالمية أيضا” وذلك لعدة أسباب:

  • أسواق النفط : كون الكويت من أكبر الدول العربية في تصدير وانتاج النفط
  • يعتبر ثاني أكبر سوق للأوراق المالية بين الدول العربية في الكويت مايمنحها سمة مميزة تستطيع من خلالها التخلي عن صناعة النفط.

وبالتالي فإن الدينار الكويتي يتصدر العملات الأغلى عالمياً مقابل الدولار الأمريكي (عملة الاحتياط الأقوى للبنوك المركزية العالمية)، نتيجة دأب الكويت على تثبيت السعر عند المستوى المرتفع لزيادة حصيلة تصدير النفط.

الدينار البحريني من أغلى العملات العربية

وذلك باعتبار البحرين غنية بالعديد من الموارد الطبيعية وفي مقدمتها النفط أيضا” .، ويُرمز له اختصاراً بالرمز العالمي (BHD)

الريال العماني من أغلى العملات العربية

الريال العماني وذلك لاعتماد سلطنة عمان على النفط والسياحة والزراعة ، وتميز الدخل فيها بالارتفاع .

الدينار الأردني من أغلى العملات العربية

الدينار الأردني وذلك على الرغم من فقر الأردن بالموارد الطبيعية مثل باقي الدول العربية.
فهو ليس مُصدّراً للنفط أو منتجاته لكن قوة الدينار الأردني تعود لربطه بالدولار الأميركي على مدار العشرين عاماً الماضية،
يذكر أنه تم التداول بالدينار الأردني بشكلٍ رسميّ عام 1950م ، وذلك عندما حلَّ محل الجنيه الفلسطينيّ، وبذلك غدا العُملة الوطنيّة والرسميّة في الأردن، ويُرمز له اختصاراً بالرمز العالمي (JOD)،

تاريخ العملات في العالم

بعد استخدام الأدوات الحادة والخناجر الصغيرة في عام 770 قبل الميلاد عمدت الصين إلى استخدم العملات المعدنية ،
أما صناعة أول عملة ورقية فكانت في القرن السابع الميلادي ، في الصين أيضا” استخدم فيها لحاء شجر التوت ، وذلك في فترة الامبراطور تانغ.
واعتبر ذلك العصر واحد من أهم العصور القديمة من النواحي التجارية والاقتصادية ، كما شهدت تلك الفترة انفتاحا” كبيرا” على العالم أجمع .
ولكن بالرغم من ذلك تعتبر منطقة ليديا غرب تركيا من أوائل من استخدم العملات المعدنية عام 600 قبل الميلاد.
وكان الملك ليديا ألياتس قد قام بسك العملة المعدنية
الأولى من الإلكتروم وهو عبارة عن خليط من الذهب والفضة، وتم ختم وجه العملات بصورة التماثيل، واستطاعت هذه العملة إنعاش التجارة في ما ليديا باعتبارها واحدة من أغنى الإمبراطوريات في آسيا .

أما تاريخ المال عموما”  فيرجع إلى أكثر من 3000 عام ، حيث ارتبط بتطور أدوات تنفيذ المعاملات التي تتطلب تبادل وسيط مادي .
ومفهوم المال بالعموم يتلخص في أنه الشيء المحدد للقيمة ، كثمن للخدمات والمنتجات والسلع ، أو كسداد للديون ، أو ما يعتمد كعملة قانونية داخل البلاد.

أصول تسميات العملات العربية

  • ظهر الدينار في عام 211 قبل الميلاد ،
    وأصل الكلمة من العملة الرومانية ديناريوس، جمعها باللاتيني ديناري، وظهرت في 211 قبل الميلاد حيث كانت تصنع من الفضة ، وتم اعتماد الدينار في عدد من الدول العربية منها  الكويت والأردن والجزائر وتونس والبحرين .
  • الليرة :وتعني باللغة اللاتينية الجنيه، أصلها ( ليبرا ) ويعود إلى ليرة طروادة حسب ما تشير الوثائق التاريخية ، كانت تصنع من الفضة ، ومعروف أن طروادة مدينة تاريخية قديمة تقع في الشمال الغربي للأناضول ، واشتهرت بقصة الحصان الخشبي في الأساطير اليونانية ، وهي من العملات التي لاتزال متداولة عربيا” ، وتعرف الليرة في اللغة الإنجليزية باسم باوند، وفي اللغة الفرنسية باسم ليفر وبالإيطالية باسم ليرة .
  • الجنيه وأصل الكلمة في اللغة اللاتينية الوزن، يستخدم الجنيه  في مصر وفي السودان حتى يومنا هذا .

هي أيضا أصلها لاتيني وهي تعني الملكي، والريال عبارة عن صكوك وبعض العملات الفضية، وهي كانت عادة ما يتم استخدامها في التجارة العالمية، وقد كان اول ظهور لها في عام 1741م، كما ان الريال يتم استخدامه اليوم في عدد من الدول العربية منها المملكة العربية، وقطر، وأيضا عمان.

  •  الريال : وهي مصطلح معناه الملكي، يتم استخدامها عادة في التجارة العالمية، أول ظهور لها في عام 1741م، و يتم استخدام الريال حتى اليوم  في عدد من الدول العربية منها المملكة العربية، وعمان وقطر.
  • الدرهم : يعود أصل مفردة الدرهم إلى اليونانية وهي دراخما، و كان يتم التعامل بها في الجاهلية وفي الإسلام، وهي واحدة من العملات الرسمية اليوم في الامارات العربية وفي المغرب.

يذكر أخيرا” أن  النقود التي كانت تستخدم في صدر الإسلام كان يتم صكها

في البلاد غير الإسلامية، إلى أن بدأت سك الدنانير في عهد الخليفة الأموي

«عبد الملك بن مروان»، وذلك عام 65 هـ – 684 م على طراز العملات البرونزية

البيزنطية والتي كانت تمثل هرقل وولديه وكانت تصك في مدينة الإسكندرية.